وقرأ الباقون بكسر الهمزة على إضمار القول، أي: تكلمهم فتقول:
إن الناس.» «١»
ونحو قول ابن زنجلة: «قرأ ابن كثير وأبو بكر: إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقاتِ [الحديد ١٨]، بتخفيف الصاد فيهما، أي المؤمنين والمؤمنات الذين صدقوا الله ورسوله.
وقرأ الباقون: (إن المصّدّقين والمصّدّقات) بتشديد الصاد فيهما، أرادوا:
المتصدقين والمتصدقات، فأدغموا التاء في الصاد. وحجتهم أن في حرف أبي:
(إن المتصدقين والمتصدقات) بتاء ظاهرة.»
«٢»
وأما القراءات المتواترة فقليلا ما يحتجون بها، ومنه قوله تعالى: وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا [المائدة ٥٣]، قرأ نافع وابن كثير وابن عامر وأبو جعفر: (يقول الذين) بلا واو رفعا، وقرأ أبو عمرو ويعقوب: (ويقول الذين) بواو نصبا، وقرأ الباقون: (ويقول الذين) بواو رفعا، وفيها يقول ابن أبي مريم: «ويؤيد وجه الرفع قراءة من قرأ بحذف الواو من (يقول).» «٣»
ب- رسم المصحف:
- نحو قوله تعالى: اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ [البقرة ٢٥٥]، قرأ يعقوب: (هوه) بالهاء في الوقف، وكذلك: فنعمّا هيه [البقرة ٢٧١]، وكأنه هوه [النمل ٤٢]، قال الأزهري: «أما ما اختاره يعقوب من الوقف على هذه الحروف بالهاء فهو من كلام العرب الجيد، غير أني أختار المرور عليها، وألا يتعمد الوقوف عليها، لأن الهاءات لم تثبت في المصاحف، فأخاف
أن تكون زيادة في

(١) الكشف: ٢/ ١٦٧، وانظر إعراب السبع: ٢/ ١٦٤، والحجة (ز): ٥٣٨.
(٢) الحجة (ز): ٧٠١، وانظر الحجة (ع): ٦/ ٢٧٥، والكشف: ٢/ ٣١١.
(٣) الموضح: ١/ ٤٤٥.


الصفحة التالية
Icon