- ومن الصوتية حذف الواو وإسكان الميم في نحو (عليهم)، قال المهدوي:
«وعلة من أسكن الميم أنه أراد التخفيف، إذ لا يقع في حذف الواو لبس، وذلك أنك تقول في الواحد المذكر: عليه، وفي المؤنث: عليها، وفي الاثنين:
عليهما، وفي جمع المؤنث: عليهن، فلم يبق (عليهم) إلا لجماعة المذكر.
فلما كانت إحدى العلامتين تنوب عن الأخرى بغير لبس يقع في الكلمة، اختار ما هو أخفّ.»
«١»
- ومنها الإشمام في نحو: (قيل)، قال أبو علي:
«حجة من قال: وَإِذا قِيلَ لَهُمْ [البقرة ١١] فأشم الضمة الكسرة وأمال بها نحوها: أن ذلك أدلّ على (فعل)؛ ألا ترى أنهم قد قالوا: كيد زيد يفعل، وما زيل يفعل، وهم يريدون (فعل) «٢»؟ فإذا حركوا الفاء هذه التحريكة أمن بها التباس الفعل المبني للفاعل بالفعل المبني للمفعول.» «٣»
- ومنها إمالة أبي عمرو ألف (ها) و (يا) من قوله تعالى: كهيعص [مريم ١]، قال ابن خالويه: «وحدثني محمد بن الحسن الأنباري عن ابن فرج عن أبي عمر عن اليزيدي عن أبي عمرو أنه قرأ: (كهيعص) بكسر الهاء والياء. قال: قلت لأبي عمرو: لم كسرت الهاء؟ قال: لئلا تلتبس بالهاء التي للتنبيه. قلت: فلم كسرت الياء؟ قال: لئلا تلتبس بالياء التي للنداء إذا قلت: يا رجل، ويا زيد.» «٤»
- ومنها استثناء أبي عمرو تخفيف همزة: رئيا [مريم ٧٤] من أصله في تخفيف الساكنة إذا أدرج القراءة أو قرأ في الصلاة. قال المهدوي:

(١) الهداية: ١/ ٢٤، وانظر الحجة (ع): ١/ ٥٩ - ٦٠، ٧٨؛ والكشف: ١/ ٣٩؛ والموضح:
١/ ٢٣٣؛ وإعراب الشواذ: ١/ ١٠٢.
(٢) انظر ص ١٨٠ من هذا البحث.
(٣) الحجة (ع): ١/ ٣٤٥، وانظر المصدر نفسه: ١/ ٣٢٤، والهداية: ١/ ١٥٦ - ١٥٧، والموضح: ١/ ٢٤٧ - ٢٤٨.
(٤) إعراب السبع: ٢/ ٦، وانظر المصدر نفسه: ٢/ ٢٧، والحجة (ز): ٤٣٧، ٤٤٩.


الصفحة التالية
Icon