٢ - الاستدلال:
- جاء في كتب الاحتجاج من طرق الاستدلال مما يستحقّ الوقوف عنده طريقتان:
التجربة الذاتية، واستثمار علم العروض.
آ- التجربة الذاتية:
- على أنها نادرة، وكلّها مما سبق إليه متقدمو النحويين، نحو قول المهدوي:
«والغنة: الصوت الذي في الخياشيم، تعرفه إذا أمسكت إصبعك على أنفك، فينقطع الصوت. فالصوت المنقطع في تلك الحال هو الغنة.» «١» «٢»
ونحو قوله أيضا: «فإذا أردت معرفة حقيقة المخرج من الفم وغيره، فإنما تنطق بالحرف ساكنا وتدخل عليه همزة الوصل، فتقول: ان، ام، ، فيظهر لك مخرج الحرف من الفم وغيره.
وكذلك تعتبر سائر الحروف، فاعلم ذلك إن شاء الله.» «٣»
ونحو قول ابن أبي مريم: «وبيان ذلك أنك إذا قلت في المجهور: إد، فلا تجد معه نفسا، وإذا قلت في المهموس: اس، فتجد نفسا جرى معه.» «٤»
ب- استثمار علم العروض:
- ميزان العروض، كما قال ابن جني، عيار الحسّ وحاكم الطبع «٥»، وكان قد تنبّه على صلة علم الأصوات بالموسيقى (والعروض منها) حين قال:
(٢) انظر الكتاب: ٤/ ٤٣٤.
(٣) الهداية: ١/ ٨٠، وانظر كتاب العين: ١/ ٤٧، والكتاب: ٣/ ٣٢١.
(٤) الموضح: ١/ ١٧١، وانظر الكتاب: ٤/ ٤٣٤، وسر الصناعة: ١/ ٦٠.
(٥) انظر الخصائص: ٢/ ٣٢٩.