فحروف التهجي إذا تسعة وعشرون حرفا... وهي في مخارجها على هذا الترتيب: الهمزة والألف والهاء، والعين والحاء، والغين والخاء، والقاف، والكاف، والجيم والشين والياء، والضاد، واللام، والراء، والنون، والطاء والدال والتاء، والصاد والزاي والسين، والظاء والذال والثاء، والفاء، والباء والميم والواو «١».» «٢»
كأن ابن أبي مريم قصّر في توضيح مذهب المبرد على ما فيه من إلباس، فهو لا ينكر الهمزة صوتا ينطق، وإنما ينكرها صورة ترسم، قال في المقتضب:
«هذا باب مخارج الحروف... اعلم أن الحروف العربية خمسة وثلاثون حرفا، منها ثمانية وعشرون لها صور.» «٣»
ولما شرع في بيان مخارجها قال: «فمن أقصى الحلق مخرج الهمزة» «٤».
فالمبرد لم يعتبر الهمزة هنا من جهة أنه لا صورة لها ثابتة.
وأما الإلباس في قول المبرد، فهو أنه خلط بين أمرين لا ينتميان إلى صعيد واحد، إذ أخرج الهمزة من عدة الحروف التي لها صور وهو أمر إملائي، في صدر حديثه عن مخارج الحروف وهو أمر صوتي.
ولم يفرّق اللغويون العرب بين الواو والياء مديتين وغير مديتين، وذلك لأن اللغة لا تضع بينهما حجرا محجورا، وإن اختلف المخرج في كلّ «٥»؛
(٢) الموضح: ١/ ١٦٢ - ١٦٣.
(٣) المقتضب: المبرد، تحقيق: محمد عبد الخالق عضيمة، المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، القاهرة، ط ٣، ١٩٩٤ م، ص ١/ ٣٢٨.
(٤) المقتضب: ١/ ٣٢٨.
(٥) فالنون المظهرة تخرج من طرف اللسان وأصول الثنايا العليا، فإذا كانت خفية فمن الخياشيم؛ واختلاف مخرجي النون لم يلزم عنه أن تجعل حرفين، فكذلك الواو والياء مديتين وغير مديتين.