واضطرب ابن أبي مريم في شأن (الألف)، فذكرها تارة في الحروف الهوائية، وهو مذهب الخليل؛ وذكرها أخرى في الحروف الحلقية، وهو مذهب سيبويه.
وتوقف د. إبراهيم أنيس عند هذه المصطلحات مليا، وردّ بعضها ك (اللثوية). قال:
«فإذا عرضنا إلى مصطلحهم الخاص بالذال والثاء والظاء وجدنا الأمر أعجب وأغرب، لأنهم سموها بالأصوات اللثوية، نسبة إلى اللثة رغم أن اللثة لا تقوم معها بأي دور، بل هي كما وصفها سيبويه: مما بين طرف اللسان وأطراف الثنايا «١».» «٢»
غير أن محمدا المرعشي (ت ١١٥٠ هـ) كان قد ذكر وجه نسبة هذه الحروف إلى اللثة، وهو أن النفس المصاحب لهن ينتشر ويتصل باللثة، لا أن خروجهن منها «٣».
٥ - صفات الحروف:
- جرى ذكر صفات الحروف عند المهدوي وابن أبي مريم أشفاعا وفرادى:
فالأولى: صفات متضادة، كلّ صفة وضدها تستغرقان جميع الحروف، كالجهر والهمس، والشدة والرخاوة، والإطباق والانفتاح... إلخ.
والأخرى: صفات مفردة لا ضد لها، وتختصّ بحرف أو أكثر، كالقلقلة والصفير والتفشي... إلخ «٤».
(٢) الأصوات اللغوية: ١٠٨ - ١٠٩.
(٣) جهد المقل: ١٣٥، وانظر الدراسات الصوتية عند علماء التجويد: ٢١٣ - ٢١٤.
(٤) انظر الهداية: ١/ ٧٧ - ٧٩، والموضح: ١/ ١٧١ - ١٨٠.