ب- وأن أكثر القراء على حذف صلة الهاء إذا جاءت بعد ساكن، نحو: منه وفيه، كرهوا الجمع بين ساكنين ليس بينهما حاجز إلا الهاء، وهي حرف خفي لا يعتدّ به «١» «٢».
ج- وأنهم أمالوا الألف للكسرة قبلها، وقد حال بينهما حرفان أحدهما الهاء، نحو: يريد أن ينزعها، ويريد أن يضربها، فكأنهم قالوا: ينزعا، ويضربا؛ ولم يعتدوا بالهاء لخفائها «٣» «٤».
د- وأن من أتبع الحركة في (ردّ) فقال: ردّ يا هذا، لم يقل إلا: ردّها بالفتح، كأنه قال: ردّا، ولم يعتد بالهاء لخفائها «٥» «٦».
٣ - وأن من العرب من يقول في الوقف: منه وعنه، نقلوا حركة الهاء إلى الحرف الذي قبلها ليبينوها بذلك في الوقف، فإذا وصلوا تحركت الهاء فزال بعض الخفاء الذي فيها «٧» «٨».
- وزاد ابن أبي مريم على خفاء الهاء بأن جعلها هوائية، قال في الاحتجاج لعدم إبدال تاء الجمع في الوقف هاء: «وإنما لم تبدل من التاء في الجمع الهاء، لئلا يلتبس الجمع بالواحد في: بنات وحصاة، وأيضا فإن الهاء حرف هوائي قريب من الألف فيثقل وقوعها بعد الألف؛ ألا ترى أنك تقلب الهاء همزة في

(١) انظر إعراب السبع: ١/ ٧٢؛ والحجة (خ): ٧١؛ والحجة (ع): ١/ ٧٦، ٢٠٩، ٤/ ٦٠، ٢٩٣؛ والحجة (ز): ٨٣، ٢٩٠؛ والكشف: ١/ ٤٢ - ٤٣؛ والهداية: ١/ ٢٧؛ والموضح:
٢/ ٥٤٣.
(٢) انظر الكتاب: ٤/ ١٩٠.
(٣) انظر الحجة (ع): ١/ ٧٥ - ٧٦، ٥/ ٣٤٣؛ والكشف: ١/ ١٧٣؛ والهداية: ١/ ١٥١، ١٩ - ١٥٢.
(٤) انظر الكتاب: ٤/ ١٢٣.
(٥) انظر الحجة (ع): ١/ ٧٦، ٢٠٩، ٤/ ٦٠ - ٦١، ٢٩٣، ٥/ ٣٤٣؛ والهداية: ١/ ١٩.
(٦) انظر الكتاب: ٣/ ٥٣٢، ٤/ ١٢٤.
(٧) انظر الحجة (ع): ١/ ٦٤ - ٦٥، والهداية: ١/ ١٩.
(٨) انظر الكتاب: ٤/ ١٧٩ - ١٨١.


الصفحة التالية
Icon