بعدها في فعل الاثنين وجماعة النساء «١»، وقرأ بعضهم «٢» فيما روي لنا:
وَمَحْيايَ وَمَماتِي [الأنعام ١٦٢].
وأما امتناعها من الإدغام وجوازه فيهما، فإن إدغامها لم يجز في واحدة منهما لما فيها من زيادة المدّ... » «٣»
ووجه الاستدلال على زيادة المدّ في الألف بجواز وقوع الساكن بعدها:
أن هذه الزيادة قامت مقام الحركة، حتى كأن الألف حرف متحرك «٤».
٨ - مكان الحركات من الحروف:
- ذهب أبو علي إلى «... أن الحركة في التقدير كأنها تلي الحرف المتحرك بها، والحرف قبلها. يدلّك على ذلك أنها لا تخلو من أن تكون قبله أو بعده «٥»، فلا يجوز أن تكون قبله، لأنها لو كانت كذلك لكانت الياء من اليسار لا تنقلب واوا، والواو من الوعد لا تنقلب ياء في: (ميعاد) أو (موسر)؛ ألا ترى أن الميم لا تقلب هذين الحرفين؟
فلما انقلبا علمت أن الموجب لقلبهما ملازمتهما الياء أو الواو.» «٦»
أراد: أن قلب الواو ياء في نحو (ميعاد) يدلّ على أن الكسرة بعد الميم لا قبلها، لأنه لو كانت قبلها لم تل الواو، وإذا لم تلها لم يجب قلبها لحجز الميم بينهما.
(٢) هو نافع.
(٣) الحجة (ع): ١/ ٨٩ - ٩٠، وانظر المصدر نفسه: ٤/ ٤١٣، والهداية: ١/ ٦٣.
(٤) انظر ص ٢٠٨ من هذا البحث.
(٥) انظر الحجة (ع): ٢/ ٤٢٣، وبقي احتمال ثالث، وهو أن تكون معه، وإليه مال ابن جني في المحتسب: ٢/ ١٤٩.
(٦) الحجة (ع): ١/ ٣٩٣، وانظر المصدر نفسه: ١/ ٣٩٨.