وقد رجعنا إلى «شرح عيون المسائل» في مواطن كثيرة من هذا

- والأرجاني إلا رجائي (من الارجاء)، وكتاب المغني للقاضي عبد الجبار يصبح كتابين! المغني، والمغنى ببركاته، لأن القاضي تحدث عنه في ترجمة أبي العباس الرامهرمزي، فقال إن لشيخه الرامهرمزي مسجدا كبيرا كان يقعد فيه القاضي كثيرا. وفيه ابتدأ إملاء المغني ببركاته- أي ببركات شيخه أو مسجده- فصار «المغنى ببركاته» كتابا آخر! عدا التصحيفات التي لا تحصى في النص. «فاللطف» وهو من مبادئ المعتزلة الهامة- يكتب «اللطيف» والمناظرات «المدونة» تصبح «الممدودة» و «الأسباط» الأوساط، إلى أمور أخرى سنوضحها في مناسبة أخرى إن شاء الله.
وإن كان من ألطف هذه الأمور أنها جعلت مصنفنا الحاكم الجشمي:
الحاكم النيسابوري! وقالت: لعله أضاف الطبقات الأخيرة في كتابه المفقود «تاريخ نيسابور» وإذا سلم بأن الحاكم النيسابوري- الفقيه المحدث- أهمه شأن المعتزلة فجأة! بل صار واحدا من أشياعهم وأتباعهم- لأن الذي كتب ترجمة القاضي عبد الجبار لا يمكن أن يكون غير معتزلي، والذي يقول في أحد رجال الطبقة الثانية عشرة: إنه قد تلقى عليه العدل والتوحيد لا يمكن أن يكون غير معتزلي أيضا- فإن الذي لا يجوز أن يغفل عنه أن الحاكم النيسابوري توفي سنة ٤٠٥. وأول رجال الطبقة الحادية عشرة وفاة هو القاضي عبد الجبار الذي توفي سنة ٤١٥ كما نص كاتب هذه الطبقة والطبقة التالية...
وقد لاحظت المحققة المذكورة أن الطبقات التي أضافها الحاكم- أي حاكم- موجزة بعض الشيء، أو أن أسلوبها يختلف الى حد ما عن طبقات القاضي، ولم تجد تعليلا- علميا- لهذا الاختلاف إلا أن أصحاب هذه الطبقات الأخيرة كانوا فيما يبدو مشهورين معروفين في زمان ابن المرتضى الذي توفي سنة ٨٤٠ ولا ندري هل تعتقد أو تظن أنهم كانوا معاصرين له كذلك حتى استغنى عن-


الصفحة التالية
Icon