الذي حكم عشرين عاما حتى سنة ٤٨٥ - وقد وزر نظام الملك لملكشاه وأبيه تسعا وعشرين سنة، وكان أبرز شخصية سياسية في هذا القرن، وأحد الوزراء العظام في التاريخ الإسلامي كله، وسوف نعرض للحديث عن أثره البعيد في العلم والثقافة في الفقرة التالية.
«١»
وكانت أهم الأحداث السياسية في هذه العهود الثلاثة أن أوغل السلاجقة في أربعين عاما إلى صميم دولة الروم في آسيا الصغرى حتى قونية ونيقية، ولكن أبناء ملكشاه ما لبثوا أن اقتتلوا قتالا شديدا حتى إن غياث الدين محمد أحد أبنائه ظل يحارب أخاه بركيارق منذ وفاة أبيه إلى أن توفي أخوه سنة ٤٩٨ واستقام له من بعده أمر الملك، وكان لهذا النزاع أثره السيئ في الوقت الذي كانت فيه سيوف الصليبيين تلمع في سماء الشام.
وكان آخر سلاطين السلاجقة في العراق طغرل بن أرسلان الذي قتل سنة ٥٩٠ «٢».
٤ - الفاطميون
: وفي هذا القرن تألق نجم العبيديين- الذين دعوا بالفاطميين «٣» - وانتشر نفوذ «خلافتهم» التي ضارعوا فيها خلافة بغداد في آسيا أيضا، فكان يدعى للخليفة الفاطمي في الخطبة في سورية ودمشق
(٢) المصدر السابق ص: ١٩٣.
(٣) انظر رسالة «من عبر التاريخ» للمرحوم الشيخ محمد زاهد الكوثري ص ٥ - ١٤، ومقدمة «كشف أسرار الباطنية» للحمادي اليماني- للشيخ زاهد أيضا ص: ١٨٤ - ١٩١ المطبوع مع كتاب «التبصير في الدين» للاسفراييني.