(١٦٩ - ٢٤٦) من أولاد الحسن بن علي بن أبي طالب «١»، الذي وضع أصول المذهب الزيدي كما عرف في هذه الدولة «٢»، أما الذي استولى على اليمن فهو الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين أحد أحفاد الإمام القاسم، ولد بالمدينة المنورة سنة ٢٤٥، وخرج إلى اليمن سنة ٢٨٠ بطلب من أهله، ولكنهم خذلوه فعاد إلى الحجاز، ثم راجعوه فعاد إليهم ووصل «صعدة» سنة ٢٨٤، وتمكن بعد حروب طويلة مع القرامطة وغيرهم أن يؤسس دولة الزيدية في اليمن، ويفيض الزيدية في الحديث عن بأسه وشجاعته وورعه وتصانيفه... ويعدونه من معجزات جده رسول الله صلّى الله عليه وسلم، ويروون فيه بعض الآثار، ويقولون: ما من زيدي في اليمن إلا وله عليه حق «٣».
أسس الامام الهادي دولة الزيدية في اليمن، وكان أولاده من بعده يبايعون فيها بالإمامة بخروجهم أو بالقتال، وكثيرا ما خرج الأمر

(١) انظر ترجمته في «إتحاف المهتدين» لابن زبارة، ص: ٤١. والرسي نسبة إلى (الرس) وهو جبل أسود بالقرب من ذي الحليفة بالحجاز، فر إليه القاسم من الخليفة العباسى بعد أن خرج بالكوفة سنة ٢٢٠.
(٢) وكان يذهب مذهب المعتزلة في أصول الاعتقاد كما سنرى عند الكلام على تفسيره، وهو مذهب جده الإمام زيد فيما يقال، أما أصول المذهب في الفقه فقد وضعها الإمام الهادي، وإليه ينسب المذهب «الهادوي»، وبعض الزيدية يقولون إنهم ينتسبون في أصول الاعتقاد إلى زيد بن علي، وفي الفقه إلى الإمام الهادي. راجع «نزهة النظار» ليحيى بن حميد ورقة ١٦ مخطوطة صنعاء رقم ٩٠ مجاميع.
(٣) وقد توفي بصعدة في ذي الحجة سنة ٢٩٨، راجع «بلوغ المرام» ص ٣١ - ٣٢ و «إتحاف المهتدين» ص ٤٢.


الصفحة التالية
Icon