(فَيَوْمَئِذٍ لا يُعَذِّبُ عَذابَهُ أَحَدٌ وَلا يُوثِقُ وَثاقَهُ أَحَدٌ) «١» قال الحاكم: «على ما قرأه الكسائي، بفتح الذال والثاء، قيل معناه: يعذّب كعذاب هذا الكافر الذي لم يقدّم لحياته أحد من الناس، ولا يوثق كوثاقة أحد، وهذا وإن أطلق فالمراد به التقييد لما علم أن إبليس أشد عذابا منه وأشد وثاقا. وقيل: (لا يعذب) أي في الدنيا، كعذاب الله يومئذ. وقيل: لا يعذب أحد بعذابه لأنه المستحق ولا يؤخذ بذنبه أحد.
«فأما على قراءة الباقين، بكسر الذال والثاء، قيل: لا يعذّب كعذاب الله أحد، ولا يوثق كوثاقة أحد؛ عن الحسن وقتادة، وذلك مبالغة في شدة عذاب الله، وأن أحدا لا يبلغ ذلك المبلغ. وقيل: فيومئذ لا يعذب عذابه أحد: يناله من العذاب لأنه المستحق له، وإشارة إلى أنه لا يعاقب أحد بذنب غيره، وأنه لا يجعل ما جعل الله في عنقه في عنق غيره، بل يفعل ذلك به لاستحقاقه، والوثاق: الشد في السلاسل والأغلال؛ عن أبي علي. وقيل: لا يعذب كعذاب هذا الكافر أحد، عن أبي مسلم، قال: وليس المراد إنسانا بعينه، وإنما المراد كل من هذه صفته وفعله الفعل المحكى عنه. وقيل: لا ينفذ لأحد أمر في تعذيب ووثاق إلا له فهو المعذّب بمقدار العذاب، والوثاق يومئذ بأمره وحكمه، وهو يعلم مقاديره فيفعل بكل أحد ما يستحقه فلا يتصور ثم ظلم، ولو كان الأمر في يد غيره لكان لا يؤمن الظلم وزيادة العقوبة كما في الدنيا».
وكذلك الحال في نقوله وجوه التفسير في الآية تبعا لاختلافهم في أسباب النزول، فقوله تعالى: (يُخادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا... ) الآيات