(المحسّن) كما لا ينص بعضها الآخر على تشديد اسم جده (كرّامة) وهذا وإن كان مما لا يحتج به فإن ما رجحناه هو ما ذهب إليه أصحاب المصادر المتقدمة التي ترجمت له، بالإضافة إلى أن اسم جده ضبط على هذا الوجه على نسخة من تفسيره (التهذيب) كتبت بخط قديم يرجع إلى عصر المؤلف، وعلى نسخة أخرى منه كتبت للفقيه حميد المحلّي الشهيد (ت ٦٥٢) من كبار علماء الزيدية، ومن أقدم المؤرخين وكتاب التراجم عندهم «١».

- إلى (دوقن) قرية من قرى خراسان، كما وجدناها مضبوطة بالحروف ومعرفة في مكان آخر من طبقات الزيدية (لإبراهيم بن القاسم الشهارى، ورقة ١٦٢ - مصورة دار الكتب رقم ٩٩. ٢٩ ب). ولعل الحاكم قد انتقل إلى هذه البلدة في نفس الإقليم الذي كان يقيم فيه، ولقيه فيها بعض التلاميذ فأضافوا هذه التسمية على كتبه التي حملها إلى اليمن مع كتب اعتزالية أخرى- كما سنعرض لذلك- أحد علماء الزيدية بهذه البلدة.
أما كنيته فهي (أبو سعد) على الأرجح، وقيل إنها (أبو سعيد).
و (الحاكم) لقب غلب عليه فيما يبدو لأنه لم يهمله أحد ممن ترجم له، ولا ندري هل لهذا اللقب صلة بمكانته الحديثية عندهم، وفي اصطلاح المشتغلين بالحديث أن لقب (الحاكم) يطلق على من أحاط بجميع الأحاديث المروية متنا وإسنادا، وجرحا وتعديلا، وتاريخا، وبعض قوم الحاكم من الزيدية يقول فيه إنه ليس بذاك في الحديث! راجع حاشية لقط الدرر بشرح متن نخبة الفكر لعبد الله بن حسين العدوي (ص ٥/ طبع مصطفى الحلبي سنة ١٣٥٦ هـ وانظر تعريفنا القادم بكتب الحاكم (كتاب جلاء الأبصار)، كما أن أكثرهم ينعته بالإمام لنسبه ولتقدمه ورئاسته في العلم وإن لم يكن إماما بالمعنى الاصطلاحي عند قومه من الزيدية.
(١) انظر ترجمة الفقيه حميد في مقدمة كتابه (الحدائق الوردية في تراجم الأئمة الزيدية) بقلم مؤرخ اليمن محمد بن زبارة الحسني، صفحة: ٩ - ١٢.


الصفحة التالية
Icon