أحدهما قد صلح في مكان الآخر، وتعلم أنّ المعنى مع أحدهما غيره مع الآخر، كما هو العبرة في حمل الخفيّ على الجليّ. وينعكس لك هذا الحكم، أعني أنّك كما وجدت الاسم يقع حيث لا يصلح الفعل مكانه، كذلك تجد الفعل يقع ثمّ لا يصلح الاسم مكانه، ولا يؤدّي ما كان يؤدّيه.
فمن البيّن في ذلك قول الأعشى: [من الطويل]
لعمري لقد لاحت عيون كثيرة | إلى ضوء نار في يفاع تحرّق |
تشبّ لمقرورين يصطليانها | وبات على النّار النّدى والمحلّق «١» |
وكذلك قوله: [من الكامل]
أوكلّما وردت عكاظ قبيلة | بعثوا إليّ عريفهم يتوسّم «٢» |
(١) البيتان في ديوانه (١٤٩، ١٥٠)، وقبلهما:
اليفاع: مرتفع من الأرض.
(٢) البيت لطريف العنبري، وهو طريف بن تميم العنبري أبو عمرو شاعر مقل، جاهلي قتله أحد بني شيبان، وكان يسمى: «ملقي القناع» لأنه أول من ألقى القناع بعكاظ. والبيت في الأصمعيات (١١٧)، والإيضاح (٩٥)، والإشارات والتنبيهات (٦٥)، وشرح المرشدي على عقود الجمان (١/ ١٠٦). وعكاظ: أكبر أسواق العرب في الجاهلية، وعريف القوم: رئيسهم أو القيّم بأمرهم، يريد أنهم يبعثون إليه
عريفهم من أجل شهرته وعظمته.
لمحقوقة أن تستجيبي لصوته | وأن تعلمي أن المعان موفّق |
ولا بد من جار يجيز سبيلها | كما جوّز السّكّي في الباب فيتق |
(٢) البيت لطريف العنبري، وهو طريف بن تميم العنبري أبو عمرو شاعر مقل، جاهلي قتله أحد بني شيبان، وكان يسمى: «ملقي القناع» لأنه أول من ألقى القناع بعكاظ. والبيت في الأصمعيات (١١٧)، والإيضاح (٩٥)، والإشارات والتنبيهات (٦٥)، وشرح المرشدي على عقود الجمان (١/ ١٠٦). وعكاظ: أكبر أسواق العرب في الجاهلية، وعريف القوم: رئيسهم أو القيّم بأمرهم، يريد أنهم يبعثون إليه
عريفهم من أجل شهرته وعظمته.