السامع لأن يسأله فيقول: «فما قولك في ذلك، وما جوابك عنه؟»، أخرج الكلام مخرجه إذا كان ذلك قد قيل له، وصار كأنه قال: «أقول: صدقوا، أنا كما قالوا، ولكن لا مطمع لهم في فلاحي»، ولو قال: «زعم العواذل أنني في غمرة وصدقوا»، لكان يكون لم يضع في نفسه أنه مسئول، وأن كلامه كلام مجيب.
ومثله قول الآخر في الحماسة: [من الكامل]
زعم العواذل أنّ ناقة جندب | بجنوب خبت عرّيت وأجمّت |
واعلم أنّه لو أظهر «كذبتم»، لكان يجوز له أن يعطف هذا الكلام الذي هو قوله: «لهم إلف» عليه بالفاء، فيقول: «كذبتم فلهم إلف، وليس لكم ذلك». فأما الآن فلا مساغ لدخول الفاء البتّة، لأنه يصير حينئذ معطوفا بالفاء على قوله: «زعمتم
(١) البيتان في الإيضاح (١٥٧)، وهو في شرح الحماسة للتبريزي (١/ ١٦٢)، وجندب هو الشاعر ونسبه في معاهد التنصيص (١/ ٢٨١)، وقال: «جندب بن عمار». خبت: موضع بالشام وبلدة بزبيد، أجمت: أي تركت أن تركب.
(٢) البيت لمساور بن هند بن قيس بن زهير، من شعراء الحماسة يهجو بني أسد، وأورده القزويني في الإيضاح (١٥٨)، والسكاكي في مفتاح العلوم (٢٧١)، والإلف: الذي تألفه. إيلاف: العهد والذمام.
(٢) البيت لمساور بن هند بن قيس بن زهير، من شعراء الحماسة يهجو بني أسد، وأورده القزويني في الإيضاح (١٥٨)، والسكاكي في مفتاح العلوم (٢٧١)، والإلف: الذي تألفه. إيلاف: العهد والذمام.