عنى بخمس السحائب، أنامله، ولكنه لم يأت بهذه الاستعارة دفعة، ولم يرمها إليك بغتة، بل ذكر ما ينبئ عنها، ويستدلّ بها عليه، فذكر أن هناك صاعقة، وقال:
«من نصله»، فبيّن أن تلك الصاعقة من نصل سيفه ثم قال: «أرؤس الأقران»، ثم قال: «خمس»، فذكر «الخمس» التي هي عدد أنامل اليد، فبان من مجموع هذه الأمور غرضه.
وأنشدوا لبعض العرب: [من الرجز]
فإن تعافوا العدل والإيمانا | فإنّ في أيماننا نيرانا «١» |
ناهضتهم والبارقات كأنّها | شعل على أيديهم تتلهب «٢» |
القوة، فاعرفه.
ومما طريق المجاز فيه الحكم، قول الخنساء: [من البسيط]
ترتع ما رتعت، حتّى إذا ادّكرت | فإنّما هي إقبال وإدبار «٣» |
(١) البيت في الإيضاح (٢٦٠) ط، دار الكتب العلمية، بيروت، بلا نسبة، والمعنى: أن سيوفا تلمع كأنها شعل نيران.
(٢) البيت للبحتري في الإيضاح (٢٦١)، والخطاب: للممدوح.
(٣) البيت في ديوانها (٣٩) ط، دار الكتب العلمية، بيروت، وقبله:
وما عجول على بقر تطيف به... لها حنينان: إعلان وإسرار
إقبال وإدبار: أي لا تنفك كقبل وتدبر كأنها خلقت منها.
(٢) البيت للبحتري في الإيضاح (٢٦١)، والخطاب: للممدوح.
(٣) البيت في ديوانها (٣٩) ط، دار الكتب العلمية، بيروت، وقبله:
وما عجول على بقر تطيف به... لها حنينان: إعلان وإسرار
إقبال وإدبار: أي لا تنفك كقبل وتدبر كأنها خلقت منها.