لا تنظر إلى أنه قال: «يشتاقه الغد»، فأعاد لفظ أبي تمام، ولكن انظر إلى قوله:
يعمل نحوه تلفّت ملهوف وقول أبي تمام: [من الطويل]

لئن ذمّت الأعداء سوء صباحها فليس يؤدّي شكرها الذّئب والنّسر «١»
مع قول المتنبي: [من المتقارب]
وأنبتّ منهم ربيع السّباع فأثنت بإحسانك الشّامل «٢»
وقول أبي تمام: [من البسيط]
وربّ نائي المغاني روحه أبدا لصيق روحي ودان ليس بالدّاني «٣»
مع قول المتنبي: [من الوافر]
لنا ولأهله أبدا قلوب تلاقى في جسوم ما تلاقى «٤»
(١) البيت في الديوان (ص ٤٨٤) وبعده:
بها عرفت أقدارها بعد جهلها بأقدارها قيس بن عيلان والفزر
والفزر: سعد بن مناة بن تميم. وقيس عيلان: قبيلة عربية مشهورة. والبيت من قصيدة مطلعها:
تصدّت وحبل البين مستحصد شزر وقد سهّل التوديع ما أوعر الهجر
وتصدّت: تعرضت. والمستحصد: المفتول فتلا محكما. والشزر: الشديد الفتل.
وقول البحتري: [من الطويل]
ومن ذا يلوم البحر إن بات زاخرا يفيض وصوب المزن إن راح يهطل «١»
مع قول المتنبي: [من البسيط]
وما ثناك كلام النّاس عن كرم ومن يسدّ طريق العارض الهطل «٢»
وقول الكندي: [من الكامل]
عزّوا وعزّ بعزّهم من جاوروا فهم الذّرى وجماجم الهامات
إن يطلبوا بتراتهم يعطوا بها أو يطلبوا لا يدركوا بترات «٣»
مع قول المتنبي: [من الطويل]
تفيت اللّيالي كلّ شيء أخذته وهنّ لما يأخذن منك غوارم «٤»
__________
أبعد نأي المليحة البخل في البعد ما لد تكلّف الإبل
والبيت في التبيان شرح العكبري على ديوان المتنبي (٢/ ١٧٥). والمعنى قال أبو الفتح: بخلوا عند أنفسهم لأنهم لم يفعلوا الواجب عليهم عندهم ويجوز أن يكون بخلوا نسبهم الناس إلى البخل لاقتصارهم على ما دون أعمارهم أي: من عادتهم بذل أعمارهم والأول أقوى اه.
(١) (الديوان ٢/ ١٢٥) يمدح محمد بن عبد الله الطاهر.
(٢) البيت في الديوان ٢/ ٩١) من قصيدة يمدح فيها سيف الدولة مطلعها:
أجاب دمعي وما الداعي سوى طل دعا فلبّاه قبل الركب والإبل
والبيت في شرح التبيان للعكبري على ديوان أبي الطيب المتنبي (٢/ ٨٢)، وثناه: ردّه وصرفه وثنيته عن حاجته: صرفته عنها والعارض: السحاب، وفي الآية: قالُوا هذا عارِضٌ مُمْطِرُنا والهطل والهطلان: المطر المتفرق العظيم القطر، وفي التهذيب الهطلان: تتابع القطر المتفرّق، والهطل: تتابع المطر والدمع وسيلانه. اللسان (هطل). والمعنى: يقول: لا يصرفك كلام الناس في إفساد ما بيننا كما لا يقدرون أن يصرفوك عن الكرم ومن يقدر على هذا إلا كمن يقدر أن يرد صوب السحاب الممطر فالذي يصرفك عن جودك كالذي يرد السحاب لأن جودك أغزر من فيض السّحاب.
(٣) ربما للفيلسوف يعقوب بن إسحاق، والوتر: الظلم.
(٤) البيت في الديوان (٢/ ١٣٩) من قصيدة يمدح فيها سيف الدولة ويذكر بناءه ثغر الحدث سنة ثلاث وأربعين وثلاث مائة (٩٥٤ م) ومنها:
على قدر أهل العزم تأتي العزائم وتأتي على قدر الكرام المكارم
هل الحدث الحمراء تعرف لونها وتعلم أيّ الساقيين الغمائم
والبيت في شرح التبيان للعكبري (٢/ ٢٩٦) وتفيت: أي تجبره على ترك، وفاعله للمخاطب وهو من الفوت. والغوارم: جمع غارمة. والمعنى: قال الواحدي: الليالي إذا أخذت شيئا ذهبت به فإن أخذت منك غرمت لأنك تلزمها الغرامة قال: ويجوز أن يكون تفيت مخاطبة على رواية من روى أخذته بالتاء يقول: إذا سلبت الليالي شيئا أفتّه عليها فلم تقدر على استرداده منك وهي إذا أخذت منك شيئا عزمت يعني: أنت أقوى من الدهر فإنه لا يقدر على مخالفتك وهذا من قول الآخر:


الصفحة التالية
الموسوعة القرآنية Quranpedia.net - © 2025
Icon
فما أدرك الساعون فينا بوترهم ولا فاتنا من سائر الفاس واتر