شيئا غير الذي كان، وأنه يتغير في ذاته، فاعلم أنّ ما كان من الشعر مثل بيت بشّار:
[من الطويل]
كأنّ مثار النّقع فوق رءوسنا | وأسيافنا ليل تهاوى كواكبه «١» |
كأنّ قلوب الطّير رطبا ويابسا | لدى وكرها العنّاب والحشف البالي «٢» |
وإنّا وما تلقي لنا إن هجوتنا | لكالبحر، مهما يلق في البحر يغرق «٣» |
«لكالبحر في أنه لا يلقى فيه شيء إلّا غرق».
(١) البيت لبشار في ديوانه (١/ ٣١٨)، والمصباح (١٠٦)، ويروى (رءوسهم) بدلا من (رءوسنا)، وأسرار البلاغة (ص ١٧٤، ١٩٤، ١٩٥، ١٩٨)، والتبيان للطيبي (ص ٢٧٨)، ومثار النقع: الغبار الذي أثاره المتحاربون، وتهاوى: تتساقط. ويرى عبد القاهر أن الشاعر جعل الكواكب تهاوى فأتم التشبيه وعبّر عن هيئة السيوف وقد سلت من الأغماد وهي تعلو وترسب وتجيء وتذهب...
ويرى أنه نظم هذه الدقائق في نفسه ثم أحضرت صورها بلفظة واحدة ونبّه عليها بأحسن التنبيه وأكمله بكلمة وهي قوله (تهاوى) لأن الكواكب إذا تهاوت اختلفت جهات حركاتها وكان لها في تهاويها تواقع وتداخل ثم إنها بالتهاوي تستطيل أشكالها فأما إذا لم تزل عن أماكنها فهي على صورة الاستدارة. (أسرار البلاغة).
(٢) سبق تخريجه انظر (ص ٧٩).
(٣) سبق في (ص ٧٩) فانظره.
ويرى أنه نظم هذه الدقائق في نفسه ثم أحضرت صورها بلفظة واحدة ونبّه عليها بأحسن التنبيه وأكمله بكلمة وهي قوله (تهاوى) لأن الكواكب إذا تهاوت اختلفت جهات حركاتها وكان لها في تهاويها تواقع وتداخل ثم إنها بالتهاوي تستطيل أشكالها فأما إذا لم تزل عن أماكنها فهي على صورة الاستدارة. (أسرار البلاغة).
(٢) سبق تخريجه انظر (ص ٧٩).
(٣) سبق في (ص ٧٩) فانظره.