وقوله: [من الطويل]
وفاؤكما كالرّبع أشجاه طاسمه | بأن تسعدا، والدّمع أشفاه ساجمه «١» |
ثانيه كبد السّماء، ولم يكن | كاثنين ثان إذ هما في الغار «٢» |
يدي لمن شاء رهن لم يذق جرعا | من راحتيك درى ما الصّاب والعسل «٣» |
وإذ قد عرفت ذلك، فاعمد إلى ما تواصفوه بالحسن، وتشاهدوا له بالفضل، ثمّ جعلوه كذلك من أجل «النظم» خصوصا، دون غيره مما يستحسن له الشعر أو غير الشعر، من معنى لطيف أو حكمة أو أدب أو استعارة أو تجنيس أو غير ذلك مما لا يدخل في النظم، وتأمّله، فإذا رأيتك قد ارتحت واهتززت واستحسنت، فانظر إلى حركات الأريحيّة ممّ كانت؟ وعند ماذا ظهرت؟ فإنك ترى عيانا أن الذي قلت لك كما قلت. اعمد إلى قول البحتري: [من المتقارب]
(١) البيت في ديوانه فانظره، والتبيان (٢/ ٢٥٤). وشجاه شجوا: أحزنه وأشجاه تفضيل من شجى، والطاسم: الدارس، والساجم: السائل سجم الدمع سجوما وسجاما: سال وانسجم، وسجمت العين دمعها وعين سجوم وأسجمت السماء: صبت. والمعنى: الشاعر يخاطب صاحبيه الذين عاهداه على مساعدته بالبكاء عند ربع الأحبة، ويبرر شدة حزنه بقلة مساعدتهما له بالبكاء، ويعذر دمعه لأن صاحبيه خاليان ولا يعرفان ما فيه من حزن.
(٢) البيت في ديوانه (ص ١٤٥)، ونهاية الإعجاز (ص ٢٧٩)، والموازنة (ص ٢٩)، والإيضاح (ص ١٦٠).
(٣) البيت في ديوانه (ص ٢١٥)، والصاب: عصير نبات مرّ، وقيل: شجر إذا اعتصر خرج منه كهيئة اللّبن.
(٤) الجملة مرتبطة ببداية الكلام، وهو قوله: «فليس من أحد يخالف».
(٢) البيت في ديوانه (ص ١٤٥)، ونهاية الإعجاز (ص ٢٧٩)، والموازنة (ص ٢٩)، والإيضاح (ص ١٦٠).
(٣) البيت في ديوانه (ص ٢١٥)، والصاب: عصير نبات مرّ، وقيل: شجر إذا اعتصر خرج منه كهيئة اللّبن.
(٤) الجملة مرتبطة ببداية الكلام، وهو قوله: «فليس من أحد يخالف».