نون النسوة في قوله (يأتين من كل فج)
المقدم: في البداية قال في الفعل ((يَأْتُوكَ)) وفي الثاني قال: ﴿يَأْتِينَ﴾ لماذا أتى هنا نون النسوة؟ الشيخ: قوله ﴿يَأْتِينَ﴾ [الحج: ٢٧] هنا نون النسوة عائدة على الدواب التي تحمل الحجاج، وهو معنى قول الله تعالى: ﴿وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ﴾ [الحج: ٢٧] أي ضمر جنباه من كثرة ما سيق إلى البيت، أي اشتد عليه الحمل والركوب، والسير إلى أن وصل إلى البيت العتيق فضمر جنب الدابة، فسمي ضامراً من هذا الباب.
فقال الله جل وعلا: ﴿يَأْتِينَ﴾ [الحج: ٢٧] فأعادها على الدواب، وهذا أسلوب قرآني، الله جل وعلا يقول: ﴿وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا * فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا﴾ [العاديات: ١ - ٢] فأثنى على الخيل هنا وهو يريد من تحملهم الخيل من المجاهدين، فهنا أثنى الله جل وعلا على الدواب، وأراد من على الدواب من الحجاج والمعتمرين القادمين إلى الحج.