متى يحلق المحصر رأسه
المقدم: إذا حصل الإحصار فما العلاقة بين فدية الإحصار وبين قوله تعالى: ﴿وَلا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ﴾ [البقرة: ١٩٦]، وهل هذا لمن أحصر أم لغير من أحصر؟ الشيخ: هذا لمن أحصر، ومن الأخطاء أن بعض الحجاج لا يحلق يوم النحر حتى يذبح إن كان عليه هدي، ويأخذ هذه الجزئية من الآية ويقرؤها: ﴿وَلا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ﴾ [البقرة: ١٩٦].
فهذه الآية تنطبق على من خرج من دويرة أهله ومعه هدي يريد البيت، ولكن حيل بينه وبين البيت وكان قد أحرم، فيجب عليه أن يتحلل بهدي كما قال الله: ﴿فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ﴾ [البقرة: ١٩٦].
فينحر هديه ويحلق رأسه، وهو الذي فعله النبي صلى الله عليه وسلم، وقد أمر أصحابه به ولم يفعلوا، لما كان في قلوبهم من الغيظ على بنود الصلح، فدخل على أم سلمة رضي الله عنها وأرضاها فأخبرها، فأشارت عليه بأن يبدأ بنفسه، فإن الناس له تبع، ومحبته راسخة في قلوب الصحابة رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم، وما امتنعوا عناداً وإنما امتنعوا لما في قلوبهم من الغيظ على أهل الإشراك.
فلما رأوه ﷺ قد ذبح وحلق رأسه نحروا هديهم وكان أكثرهم شركاء؛ لأنهم لم يكونوا يستطيعون أن يحملوا عدداً كبيراً من الأغنام، فاشترك في البعير الواحد وفي البقرة الواحدة سبعة وهذا أهون في سوق الهدي وفي ذبحه.


الصفحة التالية
Icon