يوم الفرقان
رابع الأعلام هو يوم الفرقان: وهي التسمية القرآنية ليوم بدر، أما قول الله جل وعلا: ﴿وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ﴾ [آل عمران: ١٢٣]، فهو علم على مكان، لكن الله قال في الأنفال: ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِنْ كُنتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ [الأنفال: ٤١].
فقول الله جل وعلا: ﴿وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا﴾ [الأنفال: ٤١] فيه أن (ما) موصولة، أي: والذي أنزلنا على عبدنا، أي: نبينا صلى الله عليه وسلم.
﴿يَوْمَ الْفُرْقَانِ﴾ [الأنفال: ٤١] أي: يوم معركة بدر التي فرق الله فيها بين الحق والباطل، والفرقان مصدر من الفعل فرق يفرق فرقاناً.
﴿يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ﴾ [الأنفال: ٤١] أي: جمع أهل الكفر وجمع أهل الإيمان.
قال الله بعدها: ﴿وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ [الأنفال: ٤١] أنزل الله جل وعلا يوم الفرقان النصر والظفر لنبينا ﷺ ومن معه.