مسألة سماع الأموات في القبور
مكث ﷺ ينادي أهل القليب ويقول: (هل وجدتم ما وعد ربكم حقاً، فقد وجدت ما وعدني ربي حقاً، فقال له عمر: يا رسول الله! كيف تدعو أقواماً قد جيفوا، فقال: يا عمر! والله! ما أنتم بأسمع لما أقول منهم، لكنهم لا يملكون جواباً).
هذه مسألة ينجم عنها مسألة خلافية شهيرة، وهي: هل الأموات يسمعون أو لا؟ وينجم عن ذلك قضية أخرى، وهي قضية تلقين الميت، وهو أن يوقف على القبر فيقال للميت: اذكر آخر ما تركت عليه من الدنيا شهادة أن لا إله إلا الله إلخ.
والحق أن تلقين الميت لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا عن أحدٍ من أصحابه فيما نعلم، وقد ظهر في الشام قبل الإمام أحمد بقليل -أي: في أواخر القرن الأول- من قومٍ صالحين، فأخذه عنهم البعض، وأصل المسألة كما قلت: هي قضية هؤلاء الذين في بدر.
فالذين يقولون بالتلقين يقولون إن النبي عليه الصلاة والسلام قال عن أهل قليب بدر إنهم يسمعون، ويرد عليهم بأنه لو كان الأصل أنهم يسمعون لما أنكر عمر، لكن الظاهر أن الأمر خرج عن المعتاد، فكانت خصيصة للنبي صلى الله عليه وسلم، وليس أمراً عادياً، لكن رد الآخرون بأن النبي عليه الصلاة والسلام قال عن الميت: إنه يسمع قرع نعالهم، والمسألة مبسوطة في كتب الفقهاء، والخير كل الخير في اتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم.