تفسير قوله تعالى: (وحملت الأرض والجبال فدكتا دكة واحدة)
قال تعالى: ﴿وَحُمِلَتِ الأَرْضُ وَالْجِبَالُ﴾ [الحاقة: ١٤].
وقال تعالى: ﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا﴾ [طه: ١٠٥].
وقوله: ﴿وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا﴾ [النبأ: ٢٠].
وقوله: ﴿وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنفُوشِ﴾ [القارعة: ٥].
وقوله: ﴿كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الأَرْضُ دَكًّا دَكًّا * وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا * وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ﴾ [الفجر: ٢١ - ٢٣]، تأتي جهنم ولها سبعون ألف زمام مع كل زمام سبعون ألف ملك: ﴿يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الإِنسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى * يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي﴾ [الفجر: ٢٣ - ٢٤].
﴿يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ﴾ [الحاقة: ٢٧]، أين الصلاة؟ أين الحجاب؟ أين الالتزام بشرع الله؟ أين السير على سنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم؟ ستحاسب يا مسلم غداً: ﴿فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ * وَحُمِلَتِ الأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً * فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ * وَانشَقَّتِ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ * وَالْمَلَكُ﴾ [الحاقة: ١٣ - ١٧]، أي: الملائكة، ﴿عَلَى أَرْجَائِهَا﴾ [الحاقة: ١٧]، أي: على أطرافها، على جوانبها: ﴿وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ﴾ [الحاقة: ١٧]، فحملة العرش في الآخرة ثمانية، قال صلى الله عليه وسلم: (أذن لي أن أتحدث عن ملك من حملة العرش، المسافة بين شحمة أذنه وعاتقيه مسيرة خمسمائة عام)، ﴿يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ﴾ [الحاقة: ١٨].
وقال تعالى: ﴿يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ﴾ [الطارق: ٩]، فيا من تبطن خلاف ما تظهر ربك سيخرج ما في باطنك فاحذره.
اللهم إنا نسألك يا ربنا أن تجعل باطننا كسرائرنا، اللهم تقبل صيامنا، وتقبل صلاتنا، واختم بالباقيات الصالحات أعمالنا، نسألك يا رب رضاك والجنة.
اللهم اجعل القرآن الكريم ربيع قلوبنا.
اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا.
اللهم يسر لنا تلاوة القرآن في هذا الشهر الكريم، أعنا فيه على ذكرك، وشكرك وحسن عبادتك.
اقض عنا ديوننا، فرج عنا الكرب والهم، بدلنا من بعد خوفنا أمناً، ومن بعد ضيقنا فرجاً، ومن بعد عسرنا يسراً.
اللهم اغفر ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا.
أسألك علماً نافعاً، وقلباً خاشعاً، ولساناً ذاكراً.
يا مثبت القلوب ثبت قلوبنا على دينك.
اللهم استر عورتنا وآمن روعتنا.
نسألك رضاك والجنة، نعوذ بك من سخطك والنار.
ارزقنا قبل الموت توبة وعند الموت شهادة وبعد الموت جنة ونعيماً.
نسألك الخير كله ما علمنا منه وما لم نعلم، ونعوذ بك من الشر كله ما علمنا منه وما لم نعلم.
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب.
اللهم اجعلنا من العتقاء من النار في هذا الشهر، اللهم أعتق رقابنا من النار، اللهم أعتق رقابنا من النار.
اللهم أعط منفقاً خلفاً، وأعط ممسكاً تلفاً، ووسع يا رب على من وسع على فقراء المسلمين وعلى يتامى المسلمين.
اللهم ألف بين قلوبنا، اللهم انزع الغل والحسد من صدورنا.
اللهم أصلح ذات بيننا، اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه.
اللهم انصر عبادك المستضعفين في كل مكان يا رب العالمين، اللهم اربط على قلوب المجاهدين، اللهم سدد رميهم، ووفق جمعهم، واجعل الدائرة على عدوهم.
اللهم عليك باليهود ومن والاهم، أرنا فيهم آية فإنهم لا يعجزونك، وأنت حسبنا ونعم الوكيل.
آمين، آمين، آمين.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.


الصفحة التالية
Icon