تفسير قوله تعالى: (وأنه لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبداً)
قال تعالى: ﴿وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا﴾ [الجن: ١٩]، سنة الله الكونية في أهل الدعوة إلى الله أن يعترض لهم دائماً؛ لهذا لما تدعو إلى التوحيد تجتمع الناس عليك لبداً، أي: فوق بعضهم البعض، فقوله: ﴿وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ﴾ [الجن: ١٩]، أي: لما قام محمد في مقام العبودية يدعو الناس إلى توحيد الله ﴿كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا﴾ [الجن: ١٩]، أي: كاد الكفار أن يكونوا على رسول الله مجتمعين يواجهون النور، ويواجهون الدعوة التي يدعوهم إليها.
لابد لنا من بيان العلاقة بين الإنس والجن، وبيان حقيقة المس، وحقيقة السحر، والذي نراه من مخالفات شرعية في زماننا هذا لابد من مواجهته بأسلوب شرعي؛ لبيان الأمر الحقيقي بما يستند إلى كتاب الله، وإلى سنة نبينا صلى الله عليه وسلم.
أيها الإخوة الكرام! بعض الأمور المهمة التي أريد أن أتحدث عنها لارتباطها بواقعنا: الأمر أول: أن لنا نظرة فيما يحدث من كوارث في بلاد المسلمين، سواء كان زلزالاً أو طوفاناً أو انهياراً لبعض الجبال، كانهيار المقطم منذ زمن، نحن لا نبرئ بلداً من المعاصي، وإنما نقول: أي كارثة تقع لأهل الأرض إنما هي بمعاصيهم، فيجب على العباد أن يلجئوا إلى ربهم عز وجل.
ثانياً: ظاهرة التسول التي سادت في الشوارع والطرقات من بعض أصحاب السمت الإسلامي، أقول: اتق الله عز وجل فيما ما تصنع، فإن أصحاب الحاجات يمكن لهم أن يلجئوا إلى بعض جمعيات الخير في أسلوب مهذب بدلاً من أن نرى هذا الموقف.
أيها الإخوة الكرام! ظواهر عديدة لابد أن نواجهها بشجاعة أدبية، وبوضوح في الهوية.
اللهم اغفر لنا ذنوبنا، وإسرافنا في أمرنا.
اللهم استر عوراتنا، وآمن روعاتنا.
نسألك رضاك والجنة، ونعوذ بك من سخطك والنار.
اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا، وجلاء همنا وغمنا، ونور أبصارنا.
اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا، ولا مبلغ علمنا، ولا إلى النار مصيرنا، واجعل الجنة هي دارنا وقرارنا.
اللهم إنا نعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل.
ونسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل.
اللهم ارزقنا حبك، وحب من يحبك، وحب كل عمل يقربنا إلى حبك.
اللهم اجعل القرآن الكريم ربيع قلوبنا، وجلاء همنا وغمنا، ونور أبصارنا.
اللهم ارحم أطفال المسلمين في أرض فلسطين المغتصبة، اللهم عليك بأعدائهم فإنهم لا يعجزونك.
اللهم عليك باليهود وعليك بالأمريكان.
اللهم من أرادنا والإسلام والمسلمين بخير فوفقه لكل خير، ومن أرادنا والإسلام والمسلمين بشر فاجعل كيده في نحره، وأهلكه كما أهلكت ثمود وفرعون.
اللهم انصر الإسلام في ربوع الأرض.
اللهم مكن لعبادك المستضعفين، اللهم مكن لعبادك المستضعفين، اللهم مكن لعبادك المستضعفين.
نسألك رضاك والجنة.
اللهم لا تجعل للكافرين على المؤمنين سبيلاً، اللهم لا تجعل للكافرين على المؤمنين سبيلاً، اللهم إن ليل المسلمين قد طال فاجعل لهم فجراً يعز فيه أهل طاعتك، ويذل فيه أهل معصيتك، ويؤمر فيه بالمعروف، وينهى فيه عن المنكر، ربنا إنا مغلوبون فانتصر، ربنا إننا مظلومون فانتقم.
اللهم عليك بأعداء دينك فإنهم لا يعجزونك يا رب العالمين! اللهم ارحم إخواننا في الجزائر، اللهم ارحمهم برحمتك يا رب العالمين! ولا تعجل بعذابهم بصنع السفهاء، فإنك على كل شيء قدير، وأنت حسبنا ونعم الوكيل.
اللهم كن لهم ولا تكن عليهم، اللهم كن لهم ولا تكن عليهم، اللهم احفظ ديار المسلمين من كل مكروه وسوء برحمتك يا أرحم الراحمين! وسلط الزلازل والبراكين على أعداء الدين، دمرهم شر تدمير بقدرتك يا رب العالمين! فإنك على كل شيء قدير، وأنت حسبنا ونعم الوكيل، وأنت بكل جميل كفيل.
آمين، آمين، آمين.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.


الصفحة التالية
Icon