تفسير قوله تعالى: (وأنا منا الصالحون ومنّا دون ذلك كمنا طرائق قدداً)
قال تعالى: ﴿وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَداً﴾ [الجن: ١١]، فرق وجماعات وأحزاب وأمم، منهم السني، ومنهم المبتدع، ومنهم الصوفي، ومنهم الشيوعي، ومنهم الرافضي، ومنهم الكافر، ومنهم العاصي، كبني آدم تماماً، وأشرهم الرافضي، فمن أهل الإسلام من ينتسب إلى الإسلام وهو من الرافضة، والرافضة هم الشيعة، وهناك ممن يدعي العلم في هذا الزمن ينادي للتقريب بين أهل السنة والشيعة، يقول تعالى: ﴿قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ﴾ [الرعد: ١٦]، رجل يسب أفضل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، يسب أبا بكر وعمر والمطهرة عائشة رضي الله عنها، رجل يتهم الله بأنه كان لا يعلم ثم علم، يعتقدون بعقيدة البداء وعقيدة الرجعة، وسب الصحابة، هذه ثوابت عندهم في عقيدتهم، اسمع إلى كلام السلف.
يقولون: أهل الكتاب من اليهود والنصارى أنصف في قولهم من الروافض، لو سئل أتباع عيسى: من أفضل من كان مع عيسى؟ لقالوا: أصحابه الحواريون، ولو سئل أتباع موسى: من أفضل من تبع موسى؟ لقالوا: أصحابه.
أي: أنهم يقرون لأصحاب رسلهم بالأفضلية، ولو سئلت الروافض عن صحابة النبي ﷺ لقالوا: هم شرار الخلق.
اقرأ في كتب القوم لتعلم، مع أن هذا المجال ليس مجالاً لإسقاط الخمار عن الشيعة الأشرار، إنما نحن الآن في مجال الكلام عن الجن.
وقوله تعالى: ﴿وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ﴾ [الجن: ١١]، يعني: كافر الجن إلى النار، ومؤمن الجن إلى الجنة، وهذا رأي الجمهور خلافاً لـ أبي حنيفة الذي قال: إن النجاة من النار هي الجزاء لهم، ولا جنة لمؤمنهم، وجمهور العلماء: على أن الكافر إلى النار، وأن المؤمن إلى الجنة، والنصوص العامة تؤيد هذا الرأي.


الصفحة التالية
Icon