تفسير قوله تعالى: (بل الإنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره)
قال تعالى: ﴿بَلِ الإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ﴾ [القيامة: ١٤]، كل إنسان يعرف أعماله، يعرف أنه أغلق الأبواب، وأغلق النوافذ، واختبأ في الحجرات المظلمة، يعرف أعماله.
ثم قال تعالى: ﴿وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ﴾ [القيامة: ١٥]، لو اعتذر إلى ربه يوم القيامة عن أعماله يختم الله على فمه، فتنطلق الجوارح لتشهد على العبد العاصي، فلسانه يشهد، ويده تشهد، وفرجه يشهد، وفخذه يشهد، وعينه تشهد، وجوارحه تشهد، والأرض تشهد عليه؛ لذلك يقول سبحانه في سورة الزلزلة: ﴿يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا * بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا﴾ [الزلزلة: ٤ - ٥]، قالوا: (يا رسول الله! ما أخبارها؟ قال: تأتي الأرض يوم القيامة وتشهد على من فعل عليها معصية)، فتشهد عليك أيها العبد.
قال تعالى: ﴿وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ﴾ [القيامة: ١٥] أي: اعتذاراته.


الصفحة التالية
Icon