أبو أمامة بن سهل بن حنيف (١) في مجلس سعيد بن المسيب: أن رجلا كانت معه سورة فقام يقرؤها من الليل فلم يقدر عليها، وقام آخر يقرؤها فلم يقدر عليها، وقام آخر يقرؤها فلم يقدر عليها، فأصبحوا فأتوا رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- فقال بعضهم: يا رسول الله قمت البارحة لأقرأ سورة كذا وكذا، فلم أقدر عليها، وقال الآخر: يا رسول الله ما جئت إلا لذلك، وقال الآخر: وأنا يا رسول الله، فقال رسول الله- صلّى الله عليه وسلم-: إنها، أو قال (٢): نسخت البارحة (٣) وزاد عقيل في حديثه قال: وابن المسيب جالس لا ينكر ذلك.
قال أبو عبيد: فقد تبين في هذا الحديث أن النسخ هو رفع السورة، وكذلك حديثه الآخر.
١٨ - أخبرنا أبو الحسن علي قال: حدثنا أبو عبيد قال: حدثنا أبو المنذر إسماعيل بن عمر الواسطي (٤) عن سفيان عن سلمة بن كهيل (٥)

أبو بكر الحافظ المدني أحد الأئمة الأعلام وعالم الحجاز والشام، متفق على جلالته وإتقانه، مات سنة خمس وعشرين ومائة.
(التهذيب ٩/ ٤٤٥ - التقريب ٢/ ٢٠٧).
(١) أبو أمامة بن سهل بن حنيف: هو أسعد بن سهل بن حنيف الأنصاري، ولد في حياة النبى صلّى الله عليه وسلم، له رؤية ولم يسمع من النبى صلّى الله عليه وسلم، معدود فى الصحابة، قال ابن سعد: كان ثقة، مات سنة مائة، وله ثنتان وتسعون.
(التهذيب ١/ ٢٦٤ - التقريب ١/ ٦٤).
(٢) كلمة: «أو قال» وضعت فى هامش المخطوط فأعدتها إلى مكانها من النص.
(٣) رواه الطحاوي بلفظ مقارب ثم قال بعد إيراده للحديث: قال أبو جعفر: هكذا حدثنا يونس بهذا الحديث فلم يتجاوز به أبا أمامة، وأصحاب الحديث يدخلون هذا في المسند لأن أبا أمامة ممن ولد في عهد النبي صلّى الله عليه وسلم ويقول أهله: إن رسول الله صلّى الله عليه وسلم كان سماه أسعد باسم أبي أمامة أسعد بن زرارة.
(مشكل الآثار ٢/ ٤١٧).
وروى نحوه أيضا ابن الجوزي في نواسخ القرآن «باب أقسام المنسوخ» ج ١ ص ١٢٣، تحقيق محمد أشرف علي.
(٤) أبو المنذر اسماعيل بن عمر الواسطي: نزيل بغداد، ذكره ابن حبان في الثقات، وقال أبو حاتم: صدوق، وقال في التقريب: ثقة من التاسعة، مات بعد المائة.
(التهذيب ١/ ٣١٩ - التقريب ١/ ٧٢).
(٥) سلمة بن كهيل: الحضرمي أبو يحيى الكوفي، ثقة، من الرابعة، ولد سنة سبع وأربعين ومات يوم عاشوراء سنة إحدى وعشرين ومائة وقيل اثنتين وعشرين وقيل ثلاث وعشرين.
(التهذيب ٤/ ١٥٥ - التقريب ١/ ٣١٨).


الصفحة التالية
Icon