٣٢٥ - أخبرنا علي قال: حدثنا أبو عبيد قال: حدثنا حجاج (١) عن شعبة عن قتادة قال: سمعت أبا حسان الأعرج (٢) يقول: قال رجل من بني بلجهيم (٣) يقال له فلان بن عبد لابن عباس ما هذه الفتيا التي قد شغبت (٤) الناس أنه من طاف بالبيت فقد حلّ فقال: سنة نبيكم- صلّى الله عليه- وإن رغمتم قال حجاج (٥) قال شعبة: أنا أقول: شغبت ولا أدري كيف هي وقال:
حجاج إنما هو شعبت (٦) وهي عندي كما قال حجاج يعني أنها: فرّقت بين الناس في الفتيا (٧).
قال أبو عبيد: فناس من أهل العلم اليوم يذهبون إلى هذا القول ويرون الفسخ في الحج، وهو مذهب وحجة لولا حديث بلال بن الحارث الذي ذكرناه عن النبى- صلّى الله عليه- ومقالة أبي ذرّ وما مضى عليه السلف من الخلفاء (٨) الراشدين المهديين الذين هم أعلم بسنة رسول الله- صلّى الله عليه- وتأويل حديثه ثم قول العلماء بعده.

ورواه البيهقي بلفظ مقارب فى السنن الكبرى ج ٥، كتاب الحج «باب تعجيل الطواف بالبيت حين يدخل مكة... » ص ٧٨.
قال النحاس في ناسخه: وهذا القول (أي لزوم التحلل من الإحرام على كل من طاف بالبيت قبل الوقوف أو بعده) انفرد به ابن عباس كما انفرد بأشياء غيره، فأما قوله ثُمَّ مَحِلُّها إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ فليس فيه حجة لأن الضمير للبدن وليست للناس، ومحل الناس يوم النحر على قوله الجماعة، ولهذا سمي يوم الحج الأكبر.
(الناسخ والمنسوخ للنحاس ورقة ٣١ من المخطوط).
(١) هو حجاج بن محمد المصيصي.
(٢) هو مسلم بن عبد الله البصري أبو حسان الأعرج.
(٣) عند مسلم «من بني الهجيم» بتقديم الهاء على الجيم.
(٤) شغبت: من الشغب بسكون الغين: تهييج الشر والفتنة والخصام (لسان العرب ١/ ٥٠٤).
(٥) هو حجاج بن محمد المصيصي.
(٦) كتبت في المخطوط «شغيت» بالياء والصواب بالموحدة. قال النووي في شرح مسلم: وممن ذكر الروايتين فيها المعجمة والمهملة أبو عبيد والقاضي عياض، ومعنى المهملة: أنها فرقت مذاهب الناس واوقعت الخلاف بينهم ومعنى المعجمة: خلطت عليهم أمرهم. ا. هـ صحيح مسلم بشرح النووي، ج ٨/ ص ٢٢٩.
(٧) رواه مسلم كتاب الحج «باب تقليد الهدي وإشعاره عند الإحرام» ج ٢ ص ٩١٢ تحقيق عبد الباقي.
(٨) في المخطوط «الخلف» والصواب ما أثبتناه إن شاء الله.


الصفحة التالية
Icon