هو المتعة نفسها وذلك أن يقرّب الرجل العمرة في أشهر الحج فإذا قضاها وطاف لها وحلق ثم أراد الحج استأنف له إهلالا وإنما جاء هذا لأن العرب كانت في الجاهلية لا تعرف العمرة في أشهر الحج وتنكره أشد الإنكار.
٣٣١ - ويروى عن طاوس أنه قال: كان ذلك عندهم من أفجر الفجور (١).
قال: أبو عبيد وبعضهم يروي هذا عن ابن عباس ولذلك روجع النبى صلّى الله عليه- حين أمرهم أن يحلوا بعمرة ومن أجله قال له سراقة: عمرتنا هذه لعامنا أم للأبد حتى قال فيها النبي- صلّى الله عليه- ما قال ونزل القرآن بالرخصة والإذن فيها وهو قوله: فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ.
قال أبو عبيد: ثم سن رسول الله- صلّى الله عليه- القران، بذلك جاء أكثر الآثار.
٣٣٢ - أخبرنا على قال: حدثنا أبو عبيد قال: حدثنا حجاج (٢) عن شعبة قال: حدثني حميد بن هلال قال: سمعت مطرّفا (٣) يقول: قال: لي عمران بن حصين إني سأحدثك عسى الله أن ينفعك به: إن رسول الله- صلّى الله عليه- جمع بين الحج والعمرة ثم لم ينه عنه حتى مات ولم ينزل القرآن بتحريمه وإنه كان يسلّم علي فلما اكتويت أمسك عني فلما تركته عاد إلي (٤).
٣٣٣ - أخبرنا علي قال: حدثنا أبو عبيد قال: حدثنا يحيى بن أبى
الناسخ والمنسوخ للنحاس: البقرة «باب ذكر الآية السابعة عشرة ورقة ٣٠ من المخطوط».
قلت: لعلها رواية واحدة إذ طاوس رواها عن ابن عباس كما هو عند النحاس.
(٢) هو حجاج بن محمد المصيصي.
(٣) هو مطرّف بن عبد الله بن الشخّير العامري.
(٤) روى نحوه مسلم في صحيحه ج ٢، كتاب الحج «باب جواز التمتع» ص ٨٩٩ تحقيق عبد الباقي. وقال النووي في شرحه لهذا الحديث: ومعنى الحديث أن عمران بن الحصين رضي الله عنه كانت به بواسير فكان يصبر على المهمات وكانت الملائكة تسلم عليه فاكتوى فانقطع سلامهم عليه ثم ترك الكي فعاد سلامهم عليه. ا. هـ. انظر صحيح مسلم بشرح النووي ج ٨/ ص ٢٠٦.
وروى نحوه البيهقي فى السنن الكبرى ج ٥، كتاب الحج «باب من اختار القران» ص ١٤.