٤٠٥ - أخبرنا علي قال: حدثنا أبو عبيد قال: حدثنا عبد الرحمن عن أبي عوانة (١) عن أبي بشر (٢) عن سعيد بن جبير في هذه الآية قال: يقولون هي منسوخة، لا والله ما نسخها شيء ولكنها مما تهاون به الناس (٣).
قال أبو عبيد: وقد تحدثوا مع هذا الحديث عن ابن عباس يحمله بعضهم على الترخيص فيه.
٤٠٦ - أخبرنا علي قال: حدثنا أبو عبيد قال: حدثنا نعيم بن حماد عن عبد العزيز بن محمد (٤) عن عمرو بن أبي عمرو (٥) عن عكرمة عن ابن عباس قال: أتاه ناس من أهل العراق فسألوه عن هذه الآية: لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ فقال: إن الله عز وجل رفيق رحيم بالمؤمنين يحب الستر عليهم، قال: وكان الناس ليس لهم ستور ولا حجال (٦) فربما دخلت الخادم والولد أو يتيمة الرجل على أهله، فأمروا بالاستئذان في تلك العورات، فجاءهم الله عز وجل بالستور والخير فلم أر أحدا يعمل بذلك (٧).
(التقريب ٢/ ٣٣١).
(٢) أبو بشر: جعفر بن إياس بن أبي وحشية.
(٣) لم أتمكن من تخريجه.
(٤) هو عبد العزيز بن محمد الداروردي.
(٥) عمرو بن أبي عمرو: اسمه ميسرة مولى المطلب بن عبد الله بن حنطب المخزومي، أبو عثمان المدني، قال عبد الله بن أحمد عن أبيه: ليس به بأس، وقال ابن معين: في حديثه ضعف ليس بالقوي، وقال أبو زرعة: ثقة، وقال أبو حاتم: لا بأس به، مات سنة مائة وأربع وأربعين، وقال في التقريب:
ثقة ربما وهم (التهذيب ١/ ٨٢.- التقريب ٢/ ٧٥).
(٦) حجال: جمع «حجلة» بفتحتين، وهي بيت يزيّن بالثياب والأسرّة والسّور.
(مختار الصحاح محمد بن أبي بكر الرازي ص ١٢٤).
(٧) روى نحوه أبو داود السجستاني في سننه ج ٤، كتاب الأدب «باب الاستئذان في العورات الثلاث» ص ٣٤٩ تحقيق محمد محيى الدين عبد الحميد.
وروى نحوه النحاس في ناسخه الآية الثالثة من سورة النور ورقة ٢١٠ من المخطوط، ثم عقب النحاس بعد إيراده للأثر بقوله: وهذا القول متنه حسن وليس فيه دليل على نسخ الآية ولكن على أنها كانت حال ثم زالت، فإن كان مثل تلك الحال فحكمها قائم كما كان.