٥١٧ - أخبرنا علي قال: حدثنا أبو عبيد قال: حدثنا عبد الرحمن عن شريك عن أبي هلال الطائي (١) عن وشق الرومي (٢) قال: كنت مملوكا لعمر بن الخطاب فقال لي: يا وشق أسلم فإنك إن أسلمت استعنت بك على أمانة المسلمين فإني لا أستعين عليهم بمن ليس منهم قال: فأبيت فقال: لا إِكْراهَ فِي الدِّينِ قال: ثم أعتقني وقال: اذهب حيث شئت (٣).
قال أبو عبيد: وهذا وجه هذه الآية- إن شاء الله- أن تكون في أهل الذمة لأدائهم الجزية أو يكونوا مماليك فأمّا أهل الحرب فلا يكون لهم (٤).

(١) أبو هلال الطائي: هو يحيى بن حيان الطائي يكنّى بأبي هلال، قال ابن أبي حاتم: أنبأنا عبد الرحمن أنبأنا أبو بكر بن أبي خيثمة فيما كتب إلي قال: سمعت يحيى بن معين يقول: يحيى بن أبي حيان أبو هلال الطائي ثقة (الجرح والتعديل لابن أبي حاتم الرازى ٩/ ١٣٦).
(٢) وشق الرومي: ترجم له ابن سعد في طبقاته وسمّاه «أسق» فقال: أسق مولى عمر بن الخطاب.
انظر: (الطبقات لابن سعد ٦/ ١٥٨، أما السيوطي فقد ذكره باسم «وسق» بالمهملة).
(٣) أورد نحوه السيوطي في الدّر المنثور قال: أخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم عن وسق الرومي ثم ذكر الأثر بنحو ما ذكر أبو عبيد.
وروى نحوه ابن سعد فى الطبقات الكبرى ج ٦ ص ١٥٨.
وروى نحوه أيضا أبو عبيد في، كتاب الأموال ص ٣٨ أثر (٨٧) تحقيق محمد خليل هراس.
وأورده ابن كثير عند تفسيره للآية من سورة البقرة ١/ ٣١١.
قلت: وقد اختلف في ضبط اسم هذا الرومي: فعند أبي عبيد في ناسخه وشق وعنده في كتاب الأموال والسيوطي في الدر «وسق» بالمهملة. وعند ابن سعد «أسق» وعند ابن كثير في تفسيره «أسبق» بالمهملة والموحدة. فالله أعلم أي ذلك كان؟؟
(٤) قال الطبري بعد ذكر الخلاف في معنى آية لا إِكْراهَ فِي الدِّينِ وإحكامها أو نسخها:
وأولى هذه الأقوال بالصواب قول من قال: نزلت هذه الآية في خاصّ من الناس- وقال: عنى بقوله تعالى ذكره: لا إِكْراهَ فِي الدِّينِ أهل الكتابين والمجوس وكلّ من جاء بإقراره على دينه المخالف دين الحق وأخذ الجزية منه، وأنكروا أن يكون شيء منها منسوخا........ ثم دلل الطبري على اعتبار الآية خاصة بأهل الكتاب والمجوس دون أهل الإسلام بقوله: وكان المسلمون جميعا قد نقلوا عن نبيهم صلّى الله عليه وسلم أنه أكره على الإسلام قوما فأبى أن يقبل منهم إلا الإسلام وحكم بقتلهم إن امتنعوا منه وذلك كعبدة الأوثان من مشركي العرب وكالمرتد عن دينه دين الحق إلى الكفر، ومن أشبههم وأنه ترك إكراه آخرين على الإسلام بقبوله الجزية منه وإقراره على دينه الباطل وذلك كأهل الكتابين ومن أشبههم...
انظر: الطبري ٥/ ٤١٥ تحقيق محمود وأحمد محمد شاكر.


الصفحة التالية
Icon