ما ينفى. وقرأ نافع وابن عامر بكسر نون ولكن مخففة ورفع راء البر والباقون بنصب النون مشدّدة ونصب الراء والنبيين تقدّم أنّ نافعاً يقرؤه بالهمزة والباقون على البدل وورش على أصله من المدّ والتوسط والقصر.
﴿وآتى المال على﴾ أي: مع ﴿حبه﴾ له كما قال عليه الصلاة والسلام لما سئل أيّ الصدقة أفضل؟: «أن تؤتيه وأنت صحيح شحيح تأمل العيش ـ أي الحياة ـ وتخشى الفقر وتأمل الغنى ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم». قلت لفلان كذا ولفلان كذا وقد كان لفلان وقيل: الضمير لله أي: على حب الله ﴿ذوي القربى﴾ أي: القرابة قال ﷺ «الصدقة على المسكين صدقة وعلى ذي الرحم ثنتان صدقة وصلة» ﴿واليتامى﴾ جمع يتيم وتقدّم تعريفه ﴿والمساكين﴾ جمع مسكين وهو من له مال أو كسب يقع موقعاً من كفايته ولا يكفيه بخلاف الفقير، فإنه من لا مال له ولا كسب يقع موقعاً من كفايته وسيأتي بيان ذلك إن شاء الله تعالى في سورة براءة ﴿وابن السبيل﴾ أي: المسافر يقال للمسافر: ابن السبيل لملازمته الطريق وقيل: هو الضيف ينزل بالرجل، قال ﷺ «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه» ﴿والسائلين﴾ أي: الطالبين الذين ألجأتهم الحاجة إلى السؤال، قال ﷺ «للسائل حق وإن جاء على ظهر فرسه» رواه الإمام أحمد. وفي رواية: «ردّوا السائل ولو بظلف محرق» ﴿وفي الرقاب﴾ أي: فكها معاونة المكاتبين وقيل: فرض الأسراء وقيل: ابتياع الرقاب لعتقها ﴿وأقام الصلوة﴾ المفروضة ﴿وآتى الزكوة﴾ المفروضة.
فإن قيل: قد ذكر إتيان المال في هذه الوجوه ثم ثنى بإتيان الزكاة، فقد دل ذلك على أنّ في المال حقاً سوى الزكاة أجيب: بأنّ المتقدّم في التطوّع، وإن قال الشعبي: إنّ في المال حقاً سوى الزكاة وتلا هذه الآية، ففي الحديث: «نسخت الزكاة كل صدقة». رواه الدارقطني والبيهقيّ أي: نسخت الزكاة وجوب كل صدقة. وروي ليس في المال حق سوى الزكاة ﴿والموفون بعهدهم إذا عاهدوا﴾ فيما بينهم وبين الله عز وجل وفيما بينهم وبين الناس إذا وعدوا أنجزوا، وإذا حلفوا أو نذروا وفوا، وإذا قالوا صدقوا وإذا ائتمنوا أدّوا.
تنبيه: الموفون عطف على من آمن وقيل: رفع على المبتدأ والخبر أي: وهم الموفون وقوله تعالى: ﴿والصابرين في البأساء﴾ أي: شدة الفقر ﴿والضرّاء﴾ أي: المرض ﴿وحين البأس﴾ أي: وقت شدّة القتال في سبيل الله تعالى نصب على المدح ولم يعطف لفضل الصبر على الشدائد ومواطن القتال على سائر الأعمال.
وروي عن عليّ رضي الله تعالى عنه أنه قال: كنا إذا حمي البأس ـ أي: اشتدّ الحرب ـ ولقي القوم القوم اتقينا برسول الله ﷺ فلا يكون أحد أقرب إلى العدوّ منه ﴿أولئك﴾ الموصوفون بما ذكر ﴿الذين صدقوا﴾ في الدين واتباع الحق وطلب البر ﴿وأولئك هم المتقون﴾ الله التاركون للكفر وسائر الرذائل.
قال البيضاويّ رحمه الله تعالى: والآية كما ترى جامعة للكمالات الإنسانية بأسرها دالة عليها صريحاً أو ضمناً، فإنها بكثرتها وتشعبها منحصرة في ثلاثة أشياء: صحة الاعتقاد وحسن المعاشرة وتهذيب النفس، وقد أشير إلى الأوّل بقوله تعالى: ﴿من آمن﴾ إلى ﴿والنبيين﴾ وإلى الثاني بقوله تعالى: ﴿وآتى المال﴾ إلى ﴿وفي الرقاب﴾ وإلى الثالث بقوله: ﴿وأقام الصلاة﴾ إلى آخرها ولذلك وصف المستجمع لها بالصدق نظراً إلى إيمانه
والحال أنّ كلاً منا غائب عن صاحبه هذا قول الأكثرين أنه قول يوسف عليه السلام، قال الفراء: ولا يبعد وصل كلام إنسان بكلام آخر إذا دلت القرينة عليه ومثاله قوله تعالى: ﴿إنّ الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة﴾ (النمل، ٣٤) هذا كلام بلقيس، ثم قال الله تعالى: ﴿وكذلك يفعلون﴾ (النمل، ٣٤) وقوله تعالى: ﴿ربنا إنك جامع الناس ليوم لا ريب فيه﴾ (آل عمران، ٩) كلام الداعي ثم قال الله تعالى: ﴿إنّ الله لا يخلف الميعاد﴾ ثم ختم الكلام بقوله: ﴿وأنّ الله لا يهدي﴾، أي: يسدّد وينجح بوجه من الوجوه ﴿كيد الخائنين﴾، أي: ولو كنت خائناً لما خلصني الله من هذه الورطة العظيمة، وحيث خلصني منها ظهر أني بريء عما نسبوني إليه.
وقيل: إنه كلام امرأة العزيز، والمعنى: أني وإن كنت أحلت عليه الذنب في حضوره لكني ما أحلت الذنب عليه في غيبته، أي: لم تقل فيه وهو في السجن خلاف الحق، ثم إنها بالغت في تأكيد هذا القول وقالت: ﴿وأنّ الله لا يهدي كيد الخائنين﴾ يعني إني لما أقدمت على الكيد والمكر لا جرم افتضحت، وإنه لما كان بريئاً من الذنب لا جرم طهره الله تعالى منه. واعلم أنّ هذه الآية على القول الأوّل دالة على طهارة يوسف عليه السلام من وجوه كثيرة؛
الأوّل: قولها: ﴿أنا رادوته عن نفسه﴾.
والثاني: قولها: ﴿وإنه لمن الصادقين﴾ وهو إشارة إلى أنه صادق في قوله: ﴿هي راودتني عن نفسي﴾.
والثالث: قول يوسف عليه السلام: ﴿ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب﴾ والحشوية يذكرون أنه لما قال يوسف هذا الكلام قال له جبريل عليه السلام: ولا حين هممت. قال الرازي: وهذا من رواياتهم الخبيثة وما صحت هذه الرواية في كتاب معتمد، أي: وإنما أسندها بعضهم لابن عباس بل هم يلحقونها بهذا الموضع سعياً منهم في تحريف ظاهر القرآن.
ورابعها: أنّ إقدامه على قوله ﴿ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب﴾ مع أنه خانه بأعظم وجوه الخيانة إقدام على وقاحة عظيمة وعلى كذب عظيم من غير أن يتعلق به مصلحة بوجه ما، والإقدام على مثل هذه الوقاحة من غير فائدة أصلاً لا يليق بأحد من العقلاء، فكيف يليق إسناده إلى نبي مرسل من سلالة الأنبياء الأصفياء؟ فثبت أنّ هذه الآية تدل دلالة قاطعة على براءته مما يقول الجهال والحشوية، واختلفوا في تفسير قوله:
﴿وما أبرئ نفسي﴾ لأنّ ذلك يختلف باختلاف ما قبله؛ لأنّ قوله: ﴿ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب﴾ إن كان من كلام يوسف عليه السلام، وقد مرّ أنه قول الأكثرين فهو أيضاً كلامه، وإن كان من كلام المرأة، فهذا أيضاً كلامها، فعلى الأوّل قد تمسك به الحشوية، وقالوا: إنه عليه السلام لما قال: ﴿ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب﴾ قال له جبريل: ولا حين حللت تكة سراويلك فعند ذلك قال يوسف عليه السلام ﴿وما أبرئ نفسي﴾. ﴿إنّ النفس لأمّارة بالسوء﴾، أي: بالزنا ﴿إلا ما رحم﴾، أي: عصم منه ﴿ربي إنّ ربي غفور﴾، أي: للهم الذي هممته ﴿رحيم﴾، أي: لو فعلته لتاب عليّ، وهذا ضعيف كما قاله الرازي لما تقدّم أنّ الآية المتقدّمة برهان قاطع على براءته من الذنب، وإنما قال ذلك عليه السلام؛ لأنه لما قال: ﴿ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب﴾ كان ذلك جارياً مجرى مدح النفس وتزكيتها وقد قال تعالى: ﴿فلا تزكوا أنفسكم﴾ (النجم، ٣٢) فاستدرك ذلك على نفسه بقوله: ﴿وما أبرئ نفسي﴾ والمعنى وما أزكي نفسي ﴿إنّ النفس لأمارة بالسوء﴾ ميالة إلى القبائح راغبة في المعصية.
وعلى الثاني أنها لما قالت: ﴿ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب﴾
المطيعين ونهاية الزجر والردع للمتمردين، ثم بين سبحانه وتعالى بعض ما يجب أن يحمد عليه مما لا يقدر عليه سواه بقوله تعالى:
﴿قل﴾ أي: يا أفضل الخلق لأهل مكة ﴿أرأيتم﴾ أي: أخبروني ﴿إن جعل الله﴾ أي: الملك الأعلى ﴿عليكم الليل﴾ أي: الذي به اعتدال حرّ النهار ﴿سرمداً﴾ أي: دائماً ﴿إلى يوم القيامة﴾ لا نهار معه ﴿من إله غير الله﴾ أي: العظيم الشأن الذي لا كفء له ﴿يأتيكم بضياء﴾ أي: بنهار تطلبون فيه المعيشة ﴿أفلا تسمعون﴾ أي: ما يقال لكم سماع إصغاء وتدبر.
﴿قل أرأيتم إن جعل الله﴾ أي: الذي له الأمر كله ﴿عليكم النهار﴾ أي: الذي توازن حرارته برطوبة الليل فيتمّ بها صلاح النبات وغير ذلك من جميع المقدّرات ﴿سرمداً﴾ أي: دائماً ﴿إلى يوم القيامة﴾ لا ليل فيه ﴿من إله غير الله﴾ أي: الجليل الذي ليس له مثل ﴿يأتيكم بليل﴾ أي: ينشأ منه ظلام ﴿تسكنون فيه﴾ استراحة عن متاعب الأشغال، فإن قيل هلا قيل بنهار تتصرفون فيه كما قيل بليل تسكنون فيه؟ أجيب: بأنه تعالى ذكر الضياء وهو ضوء الشمس لأنّ المنافع التي تتعلق به متكاثرة ليس التصرف في المعايش وحده والظلام ليس بتلك المنزلة ومن ثمّ قرن بالضياء ﴿أفلا تسمعون﴾ لأن السمع يدرك ما لا يدرك البصر من ذلك منافعه ووصف فوائده وقرن بالليل ﴿أفلا تبصرون﴾ لأن غيرك يبصر من منفعة الظلام ما تبصره أنت من السكون، قال البقاعي: فالآية من الاحتباك ذكر الضياء أولاً دليلاً على حذف الظلام ثانياً والليل والسكون ثانياً دليلاً على حذف النهار والانتشار أوّلاً ولما كان التقدير ومن رحمته جعل لكم السمع والأبصار لتتدبروا آياته وتبصروا في مصنوعاته عطف عليه.
﴿ومن رحمته﴾ أي: التي وسعت كل شيء لا من غيرها من خوف أو رجاء أو تعلق غرض من الأغراض ﴿جعل لكم الليل والنهار﴾ آيتين عظيمتين دبر فيها وبهما جميع مصالحكم فجعل آية الليل ﴿لتسكنوا فيه﴾ فلا تسعوا فيه لمعاشكم ﴿و﴾ جعل آية النهار مبصرة ﴿لتبتغوا من فضله﴾ بأن تسعوا في معاشكم بجهدكم، قال البقاعي: فالآية من الاحتباك ذكر أوّلاً السكون دليلاً على حذف السعي في المعاش ثانياً وذكر الابتغاء من فضله ثانياً دليلاً على حذف عدم السعي في المعاش أوّلاً ﴿ولعلكم تشكرون﴾ أي: وليكون حالكم حال من يرجى منه الشكر لما يتجدد لكم من تقلبهما من النعم المتوالية التي لا يحصرها إلا خالقها، وأما الآخرة فلما كانت غير مبنية على الأسباب وكانت الجنة لا تعب فيها بوجه كان لا حاجة فيها لليل.
﴿ويوم يناديهم فيقول أين شركائي الذين كنتم تزعمون﴾ تقريع بعد تقريع للإشعار بأنه لا شيء أجلب لغضب الله تعالى من الإشراك به كما أنه لا شيء أدخل في مرضاته من توحيده، اللهمّ فكما أدخلتنا في أهل توحيدك فأدخلنا في الناجين من وعيدك ومتعنا بالنظر إلى وجهك الكريم يا أرحم الراحمين، ويحتمل أن يكون الأوّل لتقرير فساد رأيهم والثاني لبيان أنه لم يكن عن سند وإنما كان محض تَشَهِّ: وهوى، أو أنه ذكر الثاني كما قال الجلال المحلي ليبنى عليه.
﴿ونزعنا﴾ أي: أخرجنا وأفردنا بقوّة وسطوة ﴿من كل أمة شهيداً﴾ أي: وهو رسولهم يشهد عليهم بما قالوه ﴿فقلنا﴾ أي: فتسبب عن ذلك أن قلنا للأمم ﴿هاتوا برهانكم﴾ أي: دليلكم القطعي الذي فزعتم في الدنيا إليه وعوّلتم في شرككم عليه كما هو شأن ذوي العقول أنهم لا يبنون شيئاً على غير أساس ﴿فعلموا﴾ أي: بسبب هذا
ومعنى يتنازعون يتعاطون، ويحتمل أن يقال: التنازع التجاذب ويكون تجاذبهم تجاذب ملاعبة لا تجاذب منازعة وفيه نوع لذة لأنهم يفعلون ذلك هم وجلساؤهم من أقربائهم وإخوانهم ﴿كأساً﴾ أي: خمراً من رقة حاشيتها تكاد أن لا ترى في كأسها ﴿لالغو﴾ أي: لا سقط حديث وهو ما لا ينفع من الكلام ولا يضر ﴿فيها﴾ أي: في تنازعها ولا بسببها لأنها لا تذهب بعقولهم فلا يتكلمون إلا بالحسن الجميل بخلاف المتنادمين في الدنيا على الشراب بسفههم وعربدتهم ﴿ولا تأثيم﴾ أي: لا يكون منهم ما يؤثمهم وقال الزجاج: لا يجري منهم ما يلغي ولا ما فيه إثم كما يجري في الدنيا لشربة الخمر قال الرازي: ويحتمل أن يكون المراد من التأثيم السكر وقيل: لا يأثمون في شربها، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو بنصب لغو وتأثيم من غير تنوين، والباقون بالرفع فيهما مع التنوين.
ولما كانت المعاطاة لا يكمل بسطها ويعظم أنسها إلا بخدم وسقاة قال تعالى: ﴿ويطوف عليهم﴾ بالكؤوس وغيرها من أنواع التحف ﴿غلمان﴾ أي: أرقاء، ولما كان أحب مال إلى الإنسان ما يختص به قال تعالى: ﴿لهم﴾ ولم يقل تعالى غلمانهم لئلا يظنّ أنهم الذين كانوا يخدمونهم في الدنيا فيشفق كل من خدم أحداً في الدنيا بقول أو فعل أن يكون خادماً له في الجنة فيحزن بكونه لا يزال تابعاً، وأفاد التنكير أنّ كل من دخل الجنة وجد له خدم لم يعرفهم قبل ذلك ﴿كأنهم﴾ في بياضهم وشدّة صفائهم ﴿لؤلؤ مكنون﴾ أي: مخزون مصون لم تمسه الأيدي. قال سعيد بن جبير يعني في الصدف لأنه فيها أحسن منه في غيره أو مصون في الجنة لم تغيره العوارض.Y
قال عبد الله بن عمر: ما من أحد من أهل الجنة إلا يسعى عليه ألف غلام وكل غلام على عمل ما عليه صاحبه، هذه صفة الخادم وأمّا المخدوم فروي عن الحسن أنه لما تلا هذه الآية قال يا رسول الله: الخادم كاللؤلؤ المكنون فكيف المخدوم، قال «فضل المخدوم على الخادم كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب» وروي أنه ﷺ قال «إن أدنى أهل الجنة منزلة من ينادي الخادم من خدامة فيجيبه ألف ببابه لبيك لبيك» وقرأ السوسي وشعبة لولو بالبدل والباقون بالهمز.
﴿وأقبل بعضهم﴾ لما ازدهاهم من السرور واللذة والحبور ﴿على بعض يتساءلون﴾ أي: يسأل بعضهم بعضاً في الجنة قال ابن عباس: يتذاكرون ما كانوا فيه من التعب والخوف في الدنيا.
﴿قالوا﴾ أي: قال كل منهم ﴿إنا كنا قبل﴾ أي: في دار العمل ﴿في أهلنا﴾ على ما لهم من العدد والعُدَد والسعة، ولنا بهم من جوانب اللذة والدواعي إلى اللعب ﴿مشفقين﴾ أي: عريقين في الخوف من الله تعالى لا يلهينا عنه شيء مع لزومنا لما نقدر عليه من طاعته لعلمنا بأنا لا نقدره لما له من العظمة والجلال والكبرياء والكمال حق قدره، والمعنى: أنهم يسألون عن سبب ما وصلوا إليه تلذذاً واعترافاً بالنعمة فيقولون ذلك خشية الله تعالى أي كنا نخاف الله تعالى.
﴿فمنّ الله﴾ الذي له جميع الكمال بسبب إشفاقنا منه ﴿علينا﴾ بالرحمة والتوفيق ﴿ووقانا﴾ أي: وجنبنا بما سترنا به ﴿عذاب السموم﴾ قال الكلبيّ عذاب النار، وقال الحسن: السموم من أسماء جهنم، والسموم في الأصل الريح الحارة التي تتخلل المسام والجمع سمائم. يقال: سمّ يومنا أي اشتدّ حره، وقال ثعلب: السموم شدة الحرّ أو شدة البرد في النهار، وقال أبو عبيدة: