بالتوحيد أنه الحق الذي لا محيد عنه ﴿بغياً﴾ أي: ما كان الاختلاف وتظاهر هؤلاء بمذهب وهؤلاء بمذهب إلا حسداً ﴿بينهم﴾ وطلباً للرياسة. وقيل: هو اختلاف في نبوّة محمد ﷺ من بعد ما جاءهم العلم ببيان بعثته في كتبهم حيث آمن به بعض وكفر به بعض وقيل: هو إختلافهم في الإيمان بالأنبياء فمنهم من آمن بموسى ومنهم من آمن بعيسى ولم يؤمن ببقية الأنبياء وقوله تعالى: ﴿ومن يكفر بآيات الله فإن الله سريع الحساب﴾ أي: المجازاة له وعيد لمن كفر منهم.
﴿فإن حاجوك﴾ أي: جادلك الذين كفروا يا محمد في الدين ﴿فقل﴾ لهم ﴿أسلمت وجهي﴾ أي: أخلصت نفسي وجملتي لله وحده لم أجعل فيهما لغيره شركاً بأن أعبده ولا أدعو إلهاً معه يعني: أن ديني دين التوحيد وهو الدين القويم الذي ثبت عندكم صحته كما ثبت عندي، وما جئت بشيء مبتدع حتى تجادلوني فيه وخص الوجه بالذكر لشرفه فهو تعبير عن جملة الشخص بأشرف أجزائه الظاهرة وقوله تعالى: ﴿ومن اتبعن﴾ عطف على التاء في أسلمت وحسن للفاصل ويجوز كما قال في «الكشاف» أن تكون الواو بمعنى مع فيكون مفعولاً معه أي: نظراً إلى أن المشاركة بين المتعاطفين في مطلق الإسلام أي: الإخلاص لا فيه بقيد وجهه حتى يمتنع ذلك لاختلاف وجهيهما ﴿وقل للذين أوتوا الكتاب﴾ وهم اليهود والنصارى ﴿والأمّيين﴾ أي: الذين لا كتاب لهم وهم مشركو العرب ﴿أأسلمتم﴾ أي: فهل أسلمتم ما أسلمت أنا فقد أتاكم من البينات ما يوجب الإسلام ويقتضي حصوله لا محالة، أم أنتم بعد على الكفر وهذا كقولك لمن لخصت له المسألة ولم تبق من طرق البيان والكشف طريقاً إلا سلكته هل فهمتها؟ وفي هذا الإستفهام استقصار وتعيير بالمعاندة وقلة الإنصاف؛ لأن المنصف إذا انجلت له الحجة لم يتوقف إذعاناً للحق وكذلك في هل فهمتها؟ توبيخ بالبلادة. وقيل: المراد بالإستفهام هنا الأمر أي: أسلموا كما قال تعالى: ﴿فهل أنتم منتهون﴾ (المائدة، ٩١) أي: انتهوا ﴿فإن أسلموا فقد اهتدوا﴾ أي: نفعوا أنفسهم حيث خرجوا من الضلال إلى الهدى، ومن الظلمة إلى النور فقرأ رسول الله ﷺ هذه الآية فقال أهل الكتاب: أسلمنا فقال لليهود: «أتشهدون أنّ عيسى كلمة الله وعبده ورسوله؟ فقالوا: معاذ الله. وقال للنصارى: أتشهدون أن عيسى عبد الله ورسوله فقالوا: معاذ الله أن يكون عيسى عبداً» فقال عز وجل ﴿وإن تولوا﴾ أي: عن الإسلام لم يضرّوك ﴿فإنما عليك البلاغ﴾ أي: فإنك رسول منبه ما عليك إلا أن تبلغ الرسالة وتنبه على طريق الهدى وقد
بلغت وليس إليك الهداية ﴿وا بصير بالعباد﴾ أي: عالم بمن يؤمن، وبمن لا يؤمن فيجازي كلاً منهم بعمله، وهذا قبل الأمر بالقتال.
﴿إنّ الذين يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير حق ويقتلون الذين يأمرون بالقسط﴾ أي: بالعدل ﴿من الناس﴾ وهم اليهود قتل أوّلهم الأنبياء وقتلوا أتباعهم، ومن في عصره ﷺ كفروا به وقصدوا قتله ﷺ والمؤمنين لكن الله تعالى عصمهم.
وعن أبي عبيدة بن الجرّاح قلت: «يا رسول الله أي الناس أشدّ عذاباً يوم القيامة؟ قال رجل قتل نبياً أو رجلاً أمر بمعروف ونهى عنه». وروي أنهم قتلوا ثلاثة وأربعين نبياً فنهاهم مائة وسبعون من عبادهم فقتلوهم من يومهم وخبر إن ﴿فبشرهم﴾ أي: أعلمهم ﴿بعذاب أليم﴾ أي: مؤلم وذكر البشارة تهكم بهم.
فإن قيل: لم أدخل الفاء في خبر إن مع أنه
الخامسة المجوس، وفي السادسة أهل الشرك، وفي السابعة المنافقون، فذلك قوله تعالى: ﴿إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار﴾ (النساء، ١٤٥)
. وروي عن عمر رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله ﷺ «لجهنم سبعة أبواب باب منها لمن سل السيف على أمّتي أو قال على أمّة محمد». ولما شرح تعالى أحوال أهل العقاب أتبعه بصفة أهل الثواب بقوله تعالى مؤكداً لإنكار المكذبين بالبعث:
﴿إن المتقين﴾ أي: الذين اتقوا الشرك بالله تعالى كما قال جمهور الصحابة والتابعين وهو الصحيح لأنّ المتقي والآتي بالتقوى مرّة واحدة كما أنّ الضارب هو الآتي بالضرب مرّة واحدة والقاتل هو الآتي بالقتل مرّة واحدة فكما أنه ليس من شرط صدق الوصف بكونه ضارباً أو قاتلاً كونه آتياً بجميع أنواع الضرب والقتل ليس من شرط صدق الوصف بكونه متقياً كونه آتياً بجميع أنواع التقوى لأنّ الآتي بفرد واحد من أفراد التقوى يكون آتياً بالتقوى، لأنّ كل فرد من أفراد الماهية يجب كونه مشتملاً على تلك الماهية ﴿في جنات﴾ أي: بساتين. قال الرازي: أمّا الجنات فأربعة لقوله تعالى: ﴿ولمن خاف مقام ربه جنتان﴾ (الرحمن، ٤٦)
ثم قال: ﴿ومن دونهما جنتان﴾ (الرحمن، ٦٢)
فيكون المجموع أربعة. وقوله: ﴿ولمن خاف مقام ربه جنتان﴾ (الرخمن، ٤٦)
يؤكد ما قلناه لأن من آمن بالله لا ينفك قلبه من الخوف من الله تعالى. وقوله تعالى: ﴿ولمن خاف﴾ يكفي في صدقه حصول هذا الخوف مرّة واحدة. وقوله تعالى: ﴿وعيون﴾ قال الرازي: يحتمل أن يكون المراد منها ما ذكره الله تعالى في قوله ﴿مثل الجنة التي وعد المتقون فيها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمرة لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى﴾ (محمد، ١٥)
. ويحتمل أن يكون المراد من هذه العيون منابع مغايرة لتلك الأنهار. فإن قيل: هل كان واحد من المتقين مختص بعيون أو تجري تلك العيون بعضها إلى بعض؟ أجيب: بأن كل واحد من الوجهين محتمل فيجوز أن يختص كل واحد بعين ينتفع هو بها، ومن يختص به من الحور والولدان ويكون ذلك على قدر حاجاتهم وعلى حسب شهواتهم ويحتمل أن يجري من بعضهم إلى بعض لأنهم يطهرون عن الحقد والحسد. وقرأ نافع وأبو عمرو وهشام وحفص برفع العين والباقون بالكسر وقرأ بكسر التنوين في الوصل أبو عمرو وابن ذكوان وعاصم وحمزة والباقون بالضم. ولما كان المنزل لا يحسن إلا بالسلامة والأنس قال تعالى:
﴿ادخلوها﴾ أي: يقال لهم ذلك ﴿بسلام﴾ أي: سالمين من كل آفة مرحباً بكم ﴿آمنين﴾ من ذلك دائماً. ولما كان الأنس لا يكمل إلا بالجنس مع كمال المودة وصفاء القلوب عن الكدر. قال تعالى: ﴿ونزعنا﴾ أي: بما لنا من العظمة والقدرة ﴿ما في صدورهم من غلّ﴾ أي: حقد كامن في القلب ويطلق على الشحناء والعداوة والحسد والبغضاء فكل هذه الخصال المذمومة داخلة في الغل لأنها كامنة في القلب. يروى أن المؤمنين يحبسون على باب الجنة فيقتص بعضهم من بعض ثم يؤمر بهم إلى الجنة وقد نقيت قلوبهم من الغل والغش والحقد والحسد حالة كونهم ﴿إخواناً﴾ أي: متصافين حالة كونهم ﴿على سرر﴾ جمع سرير وهو مجلس رفيع موطأ للسرور وهو مأخوذ منه لأنه مجلس سرور. وقال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: يريد على سرر من ذهب مكالة بالزبرجد والدرّ والياقوت والسرير مثل ما بين صنعاء إلى الجابية ﴿متقابلين﴾ لا يرى بعضهم قفا بعض فإن التقابل
مسافته خمسمائة سنة، فينزل في مسيرة خمسمائة سنة، ويعرج في خمسمائة سنة فهو مقدار ألف سنة كأنه تعالى يقول: لو سار أحد من بني آدم لم يقطعه إلا في ألف سنة، والملائكة يقطعونه في يوم واحد، هذا في وصف عروج الملك من الأرض إلى السماء، وأما قوله تعالى: ﴿تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة﴾ فأراد مدة المسافة من الأرض إلى سدرة المنتهى التي هي مقام جبريل، عليه السلام فسير جبريل والملائكة الذين معه من أهل مقامه مسيرة خمسين ألف سنة في يوم واحد من أيام الدنيا. قاله مجاهد والضحاك، وورد أنه ﷺ قال: «بين السماء والأرض خمسمائة عام ثم قال: أتدرون ما الذي فوقها؟ قلنا: الله ورسوله أعلم قال: سماء أخرى أتدرون كم بينها وبينها؟ قلنا: الله ورسوله أعلم قال: خمسمائة عام حتى عد سبع سموات ثم قال: هل تدرون ما فوق ذلك؟ قلنا: الله ورسوله أعلم قال: العرش ثم قال: أتدرون ما بينه وبين السماء السابعة؟ قلنا: الله ورسوله أعلم قال مسيرة خمسمائة عام، ثم قال: ما هذه تحتكم؟ قلنا: الله ورسوله أعلم قال: أرض، أتدرون ما تحتها؟ قلنا: الله ورسوله أعلم قال: أرض أخرى أتدرون كم بينها؟ قلنا: الله ورسوله أعلم قال: مسيرة سبعمائة عام، حتى عد سبع أرضين ثم قال: أيمُ الله لو دليتم بحبل لهبط على علم الله وقدرته» وروي: «مَثَلُ السموات والأرض في الكرسي كحلقة ملقاة في فلاة، وإن فضل الكرسي على السموات والأرض كفضل الفلاة على تلك الحلقة».
وقوله تعالى: ﴿وسع كرسيه السموات والأرض﴾ (البقرة: ٢٥٥)
يدل على أن الكرسي محيط بالكل. وقيل: مقدار ألف سنة وخمسين ألف سنة كلها في القيامة، ومعناه حينئذ: يدبر الأمر من السماء إلى الأرض مدة أيام الدنيا ثم يعرج أي: يرجع الأمر والتدبير إليه بعد فناء الدنيا في يوم كان مقداره ذلك، وذلك اليوم يتفاوت، فهو على الكافر كخمسين ألف سنة، وعلى المؤمن دون ذلك. بل جاء في الحديث أنه يكون على المؤمن كمثل صلاة مكتوبة صلاها في الدنيا.
وقيل: إن ذلك إشارة إلى امتداد نفاذ الأمر؛ وذلك لأن من نفد أمره غاية النفاذ في يوم أو يومين وانقطع لا يكون مثل من ينفذ أمره في سنين متطاولة، فقوله: ﴿في يوم كان مقداره ألف سنة﴾ يعني: يدبر الأمر في زمان يوم منه ألف سنة، فكم يكون شهر منه وكم يكون سنة منه وكم يكون دهر منه؟ وعلى هذا فلا فرق بين هذا وبين قوله: ﴿مقداره خمسين ألف سنة﴾ لأن ذلك إذا كان إشارة إلى دوام نفاذ الأمر فسواء يعبر بألف سنة أو بخمسين ألف سنة لا يتفاوت، إلا أن المبالغة بالخمسين أكثر، وسيأتي بيان فائدتها في موضعها إن شاء الله تعالى.
ولما تقرر هذا من عالم الأشباح والخلق، ثم عالم الأرواح والأمر بيّن أنه تعالى عالم بما كان وما يكون بقوله تعالى:
﴿ذلك﴾ أي: الإله الواحد القهار، ﴿عالم الغيب والشهادة﴾ أي: ما غاب عن الخلق، ومنه الذي تقدمت مفاتيحه وما حضر وظهر فيدبر أمرهما ﴿العزيز﴾ أي: الغالب على أمره ﴿الرحيم﴾ على العباد في تدبيره، وفيه إيماء بأنه تعالى يراعي المصالح تفضلاً وإحساناً.
ولما ذكر تعالى الدليل على الوحدانية من الآفاق بقوله تعالى: ﴿خلق السموات والأرض وما بينهما﴾ ذكر الدليل عليها من الأنفس بقوله تعالى:
﴿الذي أحسن كل شيء خلقه﴾ قال ابن عباس: أتقنه وأحكمه، فجميع المخلوقات حسنة وإن تفاوتت إلى حسن وأحسن كما قال تعالى: {لقد خلقنا الإنسان
خطاب للكفار، أي: لا مانع لكم بعد سماعكم ما ذكر ﴿والرسول﴾ أي: والحال أن الذي له الرسالة العامة ﴿يدعوكم﴾ في الصباح والمساء ﴿لتؤمنوا﴾ أي: لأجل أن تؤمنوا ﴿بربكم﴾ الذي أحسن تربيتكم بأن جعلكم من أمّة هذا النبيّ الكريم فشرفكم به ﴿وقد﴾ أي: والحال أنه قد ﴿أخذ ميثاقكم﴾ أي: وقع أخذه فصار في غاية القباحة، ترك التوثق بسبب نصب الأدلة والتمكين من النظر بإبداع العقول وذلك كله منضم إلى أخذ الذرّية من ظهر آدم عليه السلام حين أشهدهم على أنفسهم ﴿ألست بربكم قالوا بلى﴾ (الأعراف: ١٧٢)
وقرأ أبو عمرو: بضم الهمزة وكسر الخاء ورفع القاف على البناء للمفعول ليكون المعنى: من أيّ أخذ كان من غير نظر إلى معين وقرأ الباقون بفتح الهمزة والخاء ونصب القاف على البناء للفاعل والآخذ هو الله القادر على كل شيء العالم بكل شيء، والحاصل: أنهم نقضوا الميثاق في الإيمان فلم يؤاخذهم حتى أرسل الرسل ﴿إن كنتم مؤمنين﴾ أي: مريدين الإيمان فبادروا إليه ﴿هو﴾ أي: لا غيره ﴿الذي ينزل﴾ أي: على سبيل التدريج والموالاة بحسب الحاجة، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو بسكون النون وتخفيف الزاي، والباقون بفتح النون وتشديد الزاي ﴿على عبده﴾ الذي هو أحق الناس بحضرة جماله وإكرامه وهو محمد ﷺ ﴿آيات﴾ أي: علامات هي من ظهورها حقيقة أن يرجع إليها ويتعبد بها ﴿بينات﴾ أي: واضحات وهي آيات القرآن الكريم ﴿ليخرجكم﴾ أي: الله بالقرآن أو عبده بالدعوة ﴿من الظلمات﴾ التي أنتم منغمسون فيها من الحظوظ والنقائص التي جبل عليها الإنسان والغفلة الكاملة على تراكم الجهل، فمن آتاه الله تعالى العلم والإيمان فقد أخرجه من هذه الظلمات التي طرأت عليه ﴿إلى النور﴾ الذي كان له وصفاً لروحه وفطرته الأولى السليمة ﴿وإن الله﴾ أي: الذي له صفات الكمال ﴿بكم لرؤوف رحيم﴾ أي: حيث نبهكم بالرسل والآيات ولم يقتصر على ما نصب لكم من الحجج العقلية، وقرأ أبو عمرو وشعبة وحمزة والكسائي بقصر الهمزة، والباقون بالمدّ، وورش على أصله بالمدّ والتوسط والقصر، وليس قصره كقصر أبي عمرو ومن معه وإنما قصره كمدّ قالون ومن وافقه ﴿وما﴾ أي: وأي شيء يحصل ﴿لكم﴾ في ﴿أن لا تنفقوا﴾ أي: توجدوا الإنفاق للمال ﴿في سبيل الله﴾ أي: في كل ما يرضى الملك الأعظم الذي له صفات الكمال ليكون لكم به وصلة فيخصكم بالرأفة التي هي أعظم الرحمة، فإنه ما يبخل أحد عن وجه خير إلا سلط الله عليه غرامة في وجه شرّ ﴿ولله﴾ أي: الذي له صفات الكمال لا سيما صفة الإرث المقتضية للزهد في الموروث ﴿ميراث السموات
والأرض﴾ أي: يرث كل شيء فيهما فلا يبقى لأحد مال فمن تأمّل أنه زائل هو وكل ما في يده والموت من ورائه وطوارق الحوادث مطبقة به وعما قليل ينقل ما في يده إلى غيره هان عليه الجود بنفسه وماله
ثم بين تعالى التفاوت بين المنفقين منهم فقال تعالى: ﴿لا يستوي منكم من أنفق﴾ أي: أوجد الإنفاق في ماله وجميع قواه وما يقدر عليه ﴿من قبل الفتح﴾ أي: الذي هو فتح جميع الدنيا في الحقيقة وهو فتح مكة الذي كان سبباً لظهور الدين الحق ﴿وقاتل﴾ سعياً في إنفاق نفسه لمن آمن به قبل الإسلام وقوة أهله ودخول الناس في دين الله أفواجاً وقله الحاجة إلى القتال والنفقة فيه ومن أنفق من بعد