الفقراء.
روي أنه ﷺ قال: «أنا وكافل اليتيم في الجنة» وفي رواية: «من مسح رأس يتيم ولم يمسحه إلا لله كان له بكل شعرة تمرّ عليها يداه حسنات، ومن أحسن إلى يتيمة أو يتيم عنده كنت أنا وهو في الجنة كهاتين وقرن بين أصبعيه» ﴿والجار ذي القربى﴾ أي: القريب منك في النسب أو الجوار ﴿والجار الجنب﴾ أي: البعيد عنك في النسب أو الجوار.
روي عن عائشة رضي الله تعالى عنها أنها قالت: يا رسول الله إنّ لي جارين فإلى أيهما أهدي؟ قال: «إلى أقربهما منك باباً».
وروي أنه ﷺ قال لأبي ذر: «لا تحقرنّ من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق وإذا طبخت مرقة فأكثر ماءها واغرف لجيرانك منها».
وروي أنه ﷺ قال: «ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه يورّثه». ﴿والصاحب بالجنب﴾ أي: الرفيق في السفر كما قاله ابن عباس ومجاهد، أو المرأة تكون معه إلى جنبه كما قاله علي والنخعي، أو الذي يصحبك رجاء نفعك في تعلم علم أو حرفة أو نحو ذلك كما قاله ابن جريج وابن زيد ﴿وابن السبيل﴾ أي: المسافر؛ لأنه يلازم السبيل، أو الضيف كما عليه الأكثر.
روي أنه ﷺ قال: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت». وفي رواية: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه جائزته يوم وليلة»، والضيافة ثلاثة أيام، فما كان بعد ذلك فهو صدقة ولا يحلّ له أن يثوي عنده حتى يخرجه ﴿وما ملكت أيمانكم﴾ أي: من الأرقاء من عبيد وإماء.
روي أنه ﷺ قال: «هم إخوانكم جعلهم الله تحت أيديكم فمن جعل الله أخاه تحت يده فليطعمه مما يأكل ويلبسه مما يلبس ولا يكلفه من العمل ما يغلبه فإن كلفه ما يغلبه فليعنه عليه»، وفيه رواية أنه ﷺ كان يقول في مرضه: «الصلاة وما ملكت أيمانكم» فجعل يتكلم وما يفيض بها لسانه ﴿إنّ الله لا يحبّ من كان مختالاً﴾ أي: متكبراً على الناس من أقاربه وأصحابه وجيرانه وغيرهم ولا يلتفت إليهم ﴿فخوراً﴾ أي: يتفاخر عليهم بما آتاه الله.
روي أنه ﷺ قال: «بينما رجل يتبختر في بردين وقد أعجبته نفسه خسف به الأرض فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة». وفي رواية: «لا ينظر الله يوم القيامة إلى من جرّ ثوبه خيلاء». وقوله تعالى: ﴿الذين﴾ مبتدأ ﴿يبخلون﴾ أي: بما يجب عليهم ﴿ويأمرون الناس بالبخل﴾ بذلك ﴿ويكتمون ما آتاهم الله من فضله﴾ من العلم والمال وهم اليهود بخلوا ببيان صفته ﷺ وكتموها وكانوا يأتون رجالاً من الأنصار ويخالطونهم فيقولون: لا تنفقوا أموالكم فإنا نخشى عليكم الفقر ولا تدرون ما يكون. وخبر المبتدأ محذوف تقديره لهم وعيد شديد ويصح أن يكون (الذين) بدلاً من قوله: من كان، أو منصوباً على الذم أو مرفوعاً عليه أي: هم الذين، وقرأ حمزة والكسائي (بالبخل) بفتح الباء والخاء، والباقون بضمّ الباء وسكون الخاء ﴿وأعتدنا للكافرين﴾ بذلك وبغيره ﴿عذاباً مهيناً﴾ أي: ذا إهانة وضع الظاهر فيه موضع المضمر إظهاراً بأنّ من هذا شأنه فهو كافر بالله لكتمانه صفة النبيّ ﷺ وكافر بنعمة الله عليه.
وروي عنه ﷺ أنه قال: «إذا أنعم الله على عبد نعمة
الفحشاء في قوله تعالى: ﴿إنّ الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء﴾ (النحل، ٩٠)
الآية. ﴿وساء﴾ أي: وبئس الزنا ﴿سبيلاً﴾ أي: طريقاً طريقه ثم نهى سبحانه وتعالى عن القتل مطلقاً عن التقييد بالأولاد بغير حق بقوله تعالى:
﴿ولا تقتلوا النفس التي حرّم الله﴾ أي: بالإسلام والعهد ﴿إلا بالحق﴾ وهو المبيح للقتل، من ذلك قوله ﷺ «لا يحل دم إمرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث؛ رجل كفر بالله بعد إيمانه أو زنى بعد إحصانه أو قتل نفساً بغير حق». ومثل انتقال المسلم من دين الإسلام إلى دين الكفر انتقال كافر من دين إلى دين آخر سواء كان ذلك الدين يقرّ عليه أم لا، ومن ذلك قوله تعالى: ﴿قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر﴾ (التوبة، ٢٩)
وقوله تعالى: ﴿إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً أن يقتلوا أو يصلبوا﴾ (المائدة، ٣٣)
. واختلف الفقهاء في أشياء غير ذلك منها أنّ تارك الصلاة كسلاً هل يقتل فعند الشافعيّ يقتل بشروط معلومة، وعند أبي حنيفة لا يقتل التارك كالزاني. ومنها أنّ عمل اللواط هل يوجب القتل فعند الشافعيّ يوجب قتل الفاعل كالزاني، وعند أبي حنيفة لا يوجبه. ومنها أنّ الساحر إذا قال قتلت فلاناً بسحري عمداً هل يوجب القتل فعند الشافعيّ يوجبه وعند أبي حنيفة لا يوجبه. ومنها أنّ القتل بالمثقل هل يوجب القصاص فعند الشافعيّ يوجب وعند أبي حنيفة لا يوجب. ومنها الامتناع من أداء الزكاة هل يوجب القتل اختلفوا فيه في زمان أبي بكر رضي الله عنه.
ومنها أنّ إتيان البهيمة هل يوجب القتل فعند أكثر الفقهاء لا يوجب وعند قوم يوجبه ولكل ممن ذكر أدلة يستدل بها رضي الله تعالى عنهم أجمعين.
ثم قال تعالى: ﴿ومن قتل مظلوماً﴾ أي: بأي: ظلم كان من غير أن يرتكب ما يبيح قتله ﴿فقد جعلنا لوليه﴾ أي: سواء كان قريباً أم بعيداً ﴿سلطاناً﴾ أي: أمراً متسلطاً به. وقوله تعالى: ﴿فلا يسرف في القتل﴾ قرأ حمزة والكسائيّ بالتاء على الخطاب أي: أيها الوليّ والباقون بالياء على الغيبة أي: الوليّ وفسر الإسراف بوجوه الأول: أن يقتل القاتل وغير القاتل وذلك أنّ أولياء المقتول كانوا إذا قتل واحد من قبيلة شريفة قتلوا خلقاً من القبيلة الدنيئة فنهى الله تعالى عنه وحكم بقتل القاتل وحده. الثاني: أنّ الإسراف هو أن لا يرضى بقتل القاتل فإنّ الجاهلية كانوا يقصدون أشرف القبائل ثم يقتلون منهم قوماً معينين ويتركون القاتل. الثالث: أنّ الإسراف هو أن لا يكتفي بقتل القاتل بل يقتله ثم يمثل به ويقطع أعضاءه، قال القفال: ولا يبعد حمله على الكل لأنّ حمله على هذه المعاني مشترك في كونها إسرافاً. واختلف في رجوع الهاء إلى ماذا في قوله تعالى: ﴿إنه كان منصوراً﴾ فقال مجاهد: راجعة إلى المقتول في قوله تعالى: ﴿ومن قتل مظلوماً﴾ أي: أنّ المقتول منصور في الدنيا بإيجاب القود على قاتله، وفي الآخرة بتكفير خطاياه وإيجاب النار لقاتله. وقال قتادة: راجعة لوليّ المقتول، أي: أنه منصور على القاتل باستيفاء القصاص أو الدية فليكتف بهذا القدر ولا يطمع في الزيادة، وقيل راجعة إلى القاتل الظالم أي: أن القاتل يكتفي منه باستيفاء القصاص ولا يطلب منه زيادة لأنه منصور من عند الله تعالى في تحريم طلب الزيادة منه أو أنه إذا عوقب في الدنيا بأزيد مما فعل نصر في الآخرة. وقيل راجعة إلى الدم وقيل إلى الحق.
ولما ذكر تعالى النهي عن إتلاف النفوس أتبعه بالنهي
الذين لا شغل لهم إلا التنعم بالفاني حتى أكسبهم البغي والطغيان ولذلك قالوا لرسلهم: ﴿إنا بما أرسلتم به﴾ أي: أيها المنذرون ﴿كافرون﴾ أي: وإذا قال المتنعمون ذلك تبعهم المستضعفون.
﴿وقالوا﴾ أي: المترفون أيضاً متفاخرين ﴿نحن أكثر أموالاً وأولاداً﴾ أي: في هذه الدنيا ولو لم يرض منا ما نحن عليه ما رزقنا ذلك، فاعتقدوا أنهم لو لم يكرموا على الله لما رزقهم ولولا أن المؤمنين هانوا عليه لما حرمهم فعلى قياسهم ذلك قالوا: ﴿وما نحن بمعذبين﴾ أي: إن الله تعالى قد أحسن إلينا في الدنيا بالمال والولد فلا يعذبنا في الآخرة، ثم إن الله سبحانه وتعالى بين خطاهم بقوله تعالى: لنبيه صلى الله عليه وسلم
﴿قل﴾ أي: لهم ﴿إن ربي﴾ أي: المحسن إلي بالإنعام بالسعادة الباقية ﴿يبسط الرزق﴾ أي: يوسعه في كل وقت أراده بالأموال والأولاد وغيرها ﴿لمن يشاء﴾ امتحاناً ﴿ويقدر﴾ أي: يضيقه على من يشاء ابتلاء بدليل مقابلته بيبسط وهذا هو الطباق البديعي، فالرزق في الدنيا لا تدل سعته على رضا الله تعالى ولا ضيقه على سخطه فربما وسع على العاصي وضيق على المطيع، ، وربما عكس وربما وسع عليهما وضيق عليهما، وكم من موسر شقي وكم من معسر تقي ﴿ولكن أكثر الناس﴾ أي: كفار مكة ﴿لا يعلمون﴾ أي: ليس لهم علم فيتدبروا به ما ذكرنا من الأمر فيعلمون أنه ليس كل موسع عليه في دنياه سعيداً في عقباه ولا كل مضيق عليه في دنياه شقياً.
ثم بين تعالى فساد استدلالهم بقوله سبحانه وتعالى:
﴿وما أموالكم﴾ أي: أيها الخلق الذي أنتم من جملتهم وإن كثرت، وكرر النافي تصريحاً بإبطال كل على حياله فقال ﴿ولا أولادكم﴾ كذلك ﴿بالتي﴾ أي: بالأموال والأولاد التي ﴿تقر بكم عندنا﴾ أي: على مالنا من العظمة ﴿زلفى﴾ أي: درجة علية وقربة مكينة.
تنبيه: قوله تعالى: ﴿بالتي تقربكم﴾ (سبأ: ٣٧)
صفة للأموال والأولاد كما تقرر لأن جمع التكسير غير العاقل يعامل معاملة المؤنثة الواحدة وقال الفراء والزجاج أنه: حذف من الأول لدلالة الثاني عليه قالا: والتقدير: وما أموالكم بالتي تقربكم عندنا زلفى ولا أولادكم بالتي تقر بكم ولا حاجة إلى هذا، ونقل عن الفراء ما تقدم من أن التي صفة للأموال والأولاد معاً وهو الصحيح، وجعل الزمخشري «التي» صفة لموصوف محذوف قال: ويجوز أن تكون التي هي التقوى وهي المقربة عند الله تعالى زلفى وحدها أي: ليست أموالكم ولا أولادكم بتلك الموصوفة عند الله بالتقريب قال أبو حيان: ولا حاجة إلى هذا الموصوف انتهى. وزلفى: مصدر من معنى الأول إذ التقدير: تقربكم قربى وقال الأخفش: زلفى اسم مصدر كأنه قال: بالتي تقربكم عندنا تقريباً وأمالها حمزة والكسائي محضة وأبو عمرو بين بين وورش بالفتح وبين اللفظين، والباقون بالفتح وقوله تعالى: ﴿إلا من آمن وعمل صالحاً﴾ أي: تصديقاً لإيمانه على ذلك الأساس استثناء من مفعول تقربكم أي: الأموال والأولاد لا تقرب أحد إلا المؤمن الصالح الذي ينفق ماله في سبيل الله ويعلم ولده الخير ويربيه على الصلاح، أو من أموالكم وأولادكم على حذف المضاف إلى إلا أموال وأولاد من آمن وعمل صالحاً ﴿فأولئك﴾ أي: العالو الرتبة ﴿لهم جزاء الضعف﴾ أي: أن يأخذوا جزاءهم مضاعفاً في نفسه من عشرة أمثاله إلى ما لا نهاية له ﴿بما عملوا﴾ فإن أعمالهم ثابتة محفوظة
أي: مؤلم في البرزخ ثم يوم القيامة التي هي موضع الفصل الأعظم.
﴿ذلك﴾ أي: الأمر العظيم من الوبال الدال قطعاً على أن الكفر أبطل الباطل وأنه مما يغضب الخالق ﴿بأنه﴾ أي: بسبب أن الشان العظيم البالغ في الفظاعة ﴿كانت تأتيهم﴾ على عادة مستمرة ﴿رسلهم﴾ أي: رسل الله الذين أرسلهم إليهم ﴿بالبينات﴾ أي: الحجج الظاهرات على الإيمان ﴿فقالوا﴾ أي: الكل لرسلهم منكرين غاية الإنكار تكبراً، وقولهم: ﴿أبشر يهدوننا﴾ يجوز أن يرتفع بشر على الفاعلية ويكون من الاشتغال، وهو الأرجح لأن الأداة تطلب الفعل، ويجوز أن يكون مبتدأ وخبر، وجمع الضمير في يهدوننا؛ إذ البشر اسم جنس، وقد يأتي الواحد بمعنى الجمع فيكون اسماً للجنس، وقد يأتي الجمع بمعنى الواحد كقوله تعالى: ﴿ما هذا بشراً﴾ (يوسف: ٣١)
فأنكروا على الملك الأعظم إرساله لهم ﴿فكفروا﴾ أي: بهذا القول؛ إذ قالوه استصغاراً ولم يعلموا أن الله يبعث من يشاء إلى عباده ﴿وتولوا﴾ عن الإيمان.
فإن قيل: قوله تعالى: ﴿فكفروا﴾ تعميم يفهم منه التولي فما الحاجة إلى ذكره؟ أجيب: بأنهم كفروا وقالوا: ﴿أبشر يهدوننا﴾ وهذا في معنى الإنكار والإعراض بالكلية، وهذا هو التولي فكأنهم كفروا وقالوا قولاً يدل على التولي، فلهذا قال: ﴿فكفروا وتولوا﴾، وقيل: كفروا بالرسل وتولوا بالبرهان، وأعرضوا عن الإيمان والموعظة.
ونبه بقوله تعالى: ﴿واستغنى الله﴾ أي: الملك الأعظم الذي لا أمر لأحد معه على أن هذا إنما هو لمصالح الخلق فهو غني عن كل شيء.
فإن قيل: قوله تعالى: ﴿وتولوا واستغنى الله﴾ يوهم وجود التولي والاستغناء معاً، والله تعالى لم يزل غنياً؟ أجيب: بأن معناه وظهر استغناء الله حيث لم يلجئهم إلى الإيمان، ولم يضطرهم إليه مع قدرته على ذلك ﴿والله﴾ أي: المستجمع الصفات الكمال ﴿غني﴾ عن خلقه ﴿حميد﴾ أي: محمود في أفعاله.
﴿زعم الذين كفروا﴾ أي: أوقعوا الستر لما دلت عليه العقول من وحدانية الله تعالى، ولو على أدنى الوجوب. وزعم قال ابن عربي: كنية الكذب، وقال الزمخشري: الزعم ادعاء العلم، ومنه قوله عليه الصلاة والسلام: «زعموا مطية الكذب» وعن شريح: لكل شيء كنية، وكنية الكذب زعموا. وفي حديث ابن مسعود رضي الله عنه عند أبي داود: «بئس مطية الرجال زعموا» ﴿أن لن يبعثوا﴾ أي: من أي باعث ما بوجه من الوجوه ﴿قل﴾ أي: يا أشرف الرسل لهؤلاء البعداء ﴿بلى﴾ أي: لتبعثن ثم أكد بصريح القسم فقال: ﴿وربي﴾ أي: المحسن إلي بالانتقام ممن كذب بي ﴿لتبعثنّ﴾ أي: بأهون شيء وأيسر أمر ﴿ثم لتنبؤن﴾ أي: تخبرنّ إخباراً عظيماً ممن يقيمه الله تعالى لإخباركم ﴿بما عملتم﴾ أي: بأعمالكم لتجزون عليها ﴿وذلك﴾ أي: الأمر العظيم عندكم من البعث والحساب ﴿على الله﴾ أي: المحيط بصفات الكمال وحده ﴿يسير﴾ إذ الإعادة أسهل من الابتداء.
فإن قيل: كيف يفيد القسم في إخباره عن البعث، وهم قد أنكروا الرسالة؟.
أجيب: بأنهم أنكروا الرسالة لكنهم يعتقدون أنه يعتقد ربه اعتقاداً جازماً فيعلمون أنه لا يقدم على القسم بربه إلا وأن يكون الإخبار عنده صدقاً أظهر من الشمس في اعتقاده، ثم إنه أكد الخبر باللام والنون فكأنه قسماً بعد قسم.
ثم إن الله تعالى لما أخبر عن البعث، والاعتراف بالبعث من لوازم الإيمان قال تعالى:
﴿فآمنوا بالله﴾ أي: الملك الذي له الإحاطة الكاملة بكل شيء ﴿ورسوله﴾ أي: كل من أرسله ولا سيما محمداً ﷺ ﴿والنور﴾ أي: القرآن ﴿الذي أنزلنا﴾