هاشم لأنه شيء وكل شيء مقدور، واحتج بعض الفرق بأن هذه الآية تدل على أن الله تعالى ليس بشيء، قال: لأنها تدل على أنّ كل شيء مقدور لله تعالى والله سبحانه وتعالى ليس بمقدور له فوجب أن لا يكون شيئاً، واحتج أيضاً على ذلك بقوله تعالى: ﴿ليس كمثله شيء﴾ (الشورى، ١١) قال: لو كان هو تعالى شيئاً فهو تعالى مثل مثل نفسه فكان يكذب قوله تعالى: ﴿ليس كمثله شيء﴾ فوجب أن لا يكون شيئاً حتى لا يناقض هذه الآية.
واعلم أنّ هذا الخلاف في الاسم لأنه لا واسطة بين الموجود والمعدوم، واحتج أصحابنا بوجهين: الأوّل قوله تعالى: ﴿قل أي شيء أكبر شهادة قل الله﴾ (الأنعام، ١٩) والثاني قوله تعالى: ﴿كل شيء هالك إلا وجهه﴾ (القصص، ٨٨) والمستثنى داخل في المستثنى منه فوجب أن يكون شيئاً، وأجيب عن قوله: إنّ هذه الآية تدل على أن الله تعالى قادر على نفسه بأنّ تخصيص العام جائز في الجملة وأيضاً تخصيص العام جائز بدليل العقل.
فإن قيل: إذا كان اللفظ موضوعاً للكل ثم إنه تبين أنه غير صادق في الكل كان هذا كذباً وذلك يوجب الطعن في القرآن، أجيب: بأنّ لفظ الكل كما أنه مستعمل في المجموع فقد يستعمل مجازاً في الأكثر فإذا كان ذلك مجازاً مشهوراً في اللغة لم يكن استعمال اللفظ فيه كذباً. ورقق ورش الراء من قدير وصلاً ووقفاً، وباقي القراء بالترقيق وقفاً لا وصلاً.
ولما عدّ سبحانه وتعالى فرق المكلفين وذكر خواصهم ومصارف أمورهم أقبل تعالى عليهم بالخطاب على سبيل الالتفات بقوله تعالى:
﴿يأيها الناس اعبدوا ربكم﴾ تحريكاً للسامع وتنشيطاً له واهتماماً بأمرالعبادة وتفخيماً لشأنها وجبراً لمشقة العبادة بلذة المخاطبة ويا حرف وضع لنداء البعيد وقد ينادى به القريب تنزيلاً له منزلة البعيد، إمّا لعظمته كقول الداعي: يا رب ويا الله وهو أقرب إليه من حبل الوريد، أو لغفلته وقلة فهمه، أو للاعتناء بالمدعوّ له وزيادة الحث عليه، ولفظ الناس يعم الموجودين وقت النزول لفظاً ومن سيوجد تنزيلاً للمعدوم منزلة الموجود، لما تواتر من دينه عليه الصلاة والسلام أنّ مقتضى خطابه وأحكامه شامل للقبيلين ثابت إلى قيام الساعة إلا ما خصه الدليل وإن قال الإمام الرازي: الأقرب أنه لا يتناوله لأن ﴿يا أيها الناس﴾ صرف خطاب مشافهة وخطاب المشافهة مع المعدوم لا يجوز وتناوله له لدليل منفصل وهو ما تواتر من دينه عليه الصلاة والسلام أنّ أحكامه ثابتة في حق من سيوجد إلى قيام الساعة.H
فإن قيل: روي عن عقبة والحسن وابن عباس رضي الله تعالى عنهم أن كل شيء نزل فيه ﴿يا أيها الناس﴾ فمكي و ﴿يا أيها الذين آمنوا﴾ فمدني، فكيف تكون هذه السورة مكية وقد نزلت بالمدينة؟ أجيب: بأنّ المراد بقولهم: السورة مكية أو مدنية أنّ غالبها ذلك والأولى أن يقال إنّ ذلك أكثري لا كلي وأن سورة البقرة والنساء والحجرات مدنيات باتفاق وقد قال تعالى في كل منها: ﴿يا أيها الناس﴾ وسورة الحج مكية سوى ما استثنى وفيها من غيره ﴿يا أيها الذين آمنوا اركعوا﴾ ولا يختص ذلك الخطاب بالكفار ولا بأمرهم بالعبادة فإنّ المأمور به هو المشترك بين بدء العبادة والزيادة فيها والمواظبة عليها، فالمطلوب من الكفار هو الشروع فيها بعد الإيمان بما يجب تقديمه من المعرفة والإقرار بالصانع فإنّ من لوازم وجوب الشيء وجوب ما لا يتم إلا به، وكما أن الحدث لا يمنع وجوب الصلاة فالكفر لا يمنع وجوب العبادة، بل يجب رفع الكفر والاشتغال بالعبادة ومن المؤمنين ازديادهم
﴿وجعلناهم﴾ أي: الذين أنجيناهم معه في الفلك ﴿خلائف﴾ في الأرض يخلقون الهالكين بالغرق ﴿وأغرقنا الذين كذبوا بآياتنا﴾ بالطوفان، وقوله تعالى: ﴿فانظر﴾ أي: أيها الإنسان أو يا محمد ﴿كيف كان عاقبة المنذرين﴾ تعظيم لما جرى عليهم وتحذير لمن أنذرهم رسول الله ﷺ عن مثله وتسلية له، وهذه القصة إذا سمعها من صدّق النبيّ ﷺ ومن كذب به كان زجراً للمكلفين من حيث يخافون أن ينزل بهم مثل ما نزل بقوم نوح، وتكون داعية للمؤمنين على الثبات على الإيمان ليصلوا إلى مثل ما وصل إليه قوم نوح، وهذه الطريقة في الترغيب والتحذيرإذا جرت على سبيل الحكاية عمن تقدّم كانت أبلغ من الوعيد المبتدأ، ولهذا الوجه أكثر تعالى ذكر أقاصيص الأنبياء عليهم السلام.
﴿ثم بعثنا من بعده﴾ أي: نوح ﴿رسلاً إلى قومهم﴾ لم يسم هنا تعالى من كان بعد نوح من الرسل، وقد كان بعده هود وصالح وإبراهيم ولوط وشعيب صلوت الله وسلامه عليهم. ﴿فجاؤوهم بالبينات﴾ أي: بالمعجزات الواضحات التي تدل على صدقهم. ﴿فما كانوا ليؤمنوا﴾ أي: فما استقام لهم أن يؤمنوا لشدّه عنادهم وخذلان الله تعالى إياهم ﴿بما﴾ أي: بسبب ما ﴿كذبوا به من قبل﴾ أي: أنهم كانوا قبل بعثة الرسل إليهم أهل جاهلية مكذبين بالحق، فما وقع فصل بين حالتيهم بعد بعثة الرسل وقبلها كأن لم يبعث إليهم أحد ﴿كذلك﴾ أي: مثل ما طبعنا على هؤلاء بسبب تكذيبهم الرسل ﴿نطبع﴾ أي: نختم ﴿على قلوب المعتدين﴾ في كل زمن لكل من تعمد العدول فيما لا يحلّ له، فلا يقبل الإيمان لانهماكهم في الضلال واتباعهم المألوف. وفي أمثال ذلك دليل على أن الأفعال واقعة بقدرة الله تعالى وكسب العبد.
القصة الثانية: قصة موسى عليه السلام المذكورة بقوله تعالى:
﴿ثم بعثنا من بعدهم﴾ أي: هؤلاء الرسل ﴿موسى وهارون إلى فرعون وملئه﴾ أي: أشراف قومه وغيرهم تبع لهم، فهو مرسل إلى الجميع ﴿بآياتنا﴾ التسع ﴿فاستكبروا﴾ عن اتباعها والإيمان بها، وهو أعظم الكبر أن يتهاون العبيد برسالة ربهم بعد تبيينها ويتعظموا عن قبولها ﴿وكانوا قوماً مجرمين﴾ أي: كفاراً ذوي آثام عظام، فلذلك استكبروا عنها واجترؤوا عن ردّها.
﴿فلما جاءهم الحق﴾ أي: جاء فرعون وقومه ﴿من عندنا﴾ أي: الذي جاء به موسى من عند ربه، وعرفوا أنه ليس من عند موسى وهارون لتظاهر المعجزات الظاهرات المزيحة للشك ﴿قالوا﴾ أي: غير متأملين له ولا ناظرين في أمره لفرط تمرّدهم ﴿إن هذا لسحر مبين﴾ أي: بين ظاهر يعرفه كل أحد، وهم يعلمون أنّ الحق أبعد شيء من السحر الذي لا يظهر إلا على كافر أو فاسق، وقوله تعالى:
﴿قال موسى أتقولون للحق لما جاءكم أسحر هذا﴾ فيه حذف تقديره: أتقولون للحق لما جاءكم هو سحر أسحر هذا، فحذف السحر الأوّل اكتفاء بدلالة الكلام عليه، ثم قال أسحر هذا؟ وهو استفهام على سبيل الإنكار بمعنى أنه ليس بسحر، ثم احتج على صحة قوله تعالى فقال: ﴿ولا يفلح الساحرون﴾ فإنه لو كان سحراً لاضمحل ولم يبطل سحر السحرة، فقلب العصا حية، وفلق البحر معلوم بالضرورة أنه ليس من باب التمويه والتخييل، فثبت أنه ليس بسحر ﴿قالوا﴾ أي: قوم فرعون لموسى ﴿أجئتنا لتلفتنا﴾ أي: لتردّنا وتصرفنا واللفت والفتل أخوان ﴿عما وجدنا عليه آباءنا﴾ أي: من الدين وعبادة الأصنام،
بين ليكة والأيكة فقيل: ليكة هو اسم للقرية التي كانوا فيها، والأيكة: البلاد كلها فصار الفرق بينهما شبيهاً لما بين مكة وبكة، ثم بين تعالى وقت تكذيبهم بقوله تعالى:
﴿إذ﴾ أي: حين ﴿قال لهم شعيب﴾ برفق ولطف ﴿ألا تتقون﴾ الله الذي تفضل عليكم بنعمه ولم يقل أخوهم شعيب لأنه لم يكن من أهل الأيكة في النسب لأنهم كانوا أهل بدو وكان عليه السلام قروياً، لأنّ الله تعالى لم يرسل نبياً إلا من أهل القرى تشريفاً لهم، لأنّ البركة والحكمة في الاجتماع، ولذلك نهى النبي ﷺ عن التعرب بعد الهجرة وقال: «من يرد الله به خيراً ينقله من البادية إلى الحاضرة ولما ذكر مدين قال أخاهم شعيباً لأنه كان منهم وكان الله تعالى بعثه إلى قومه أهل مدين وأصحاب الأيكة، ثم أكد ما قاله بقوله:
﴿إني﴾ وأشار إلى تبشيرهم إن أطاعوه بقوله ﴿لكم رسول﴾ أي: من عند الله فهو أمرني أن أقول لكم ذلك ﴿أمين﴾ أي: لا خيانة عندي ولا غش فلذلك أبلغ جميع ما أرسلت به ولذلك تسبب عنه قوله:
﴿فاتقوا الله﴾ أي: المحسن إليكم بهذه الغيضة وغيرها ﴿وأطيعون﴾ لما ثبت من نصحي لكم، ثم ذكر ما ذكر من تقدّمه من الأنبياء من نفي ما يتوهم أنّ لهم رغبة في أجرة على دعائهم فقال:
﴿وما أسألكم عليه﴾ أي: دعائي لكم إلى الإيمان بالله تعالى ﴿من أجر﴾ ثم زاد في البراءة من الطمع في أحد من الخلق بقوله ﴿إن﴾ أي: ما ﴿أجري إلا على رب العالمين﴾ أي: المحسن إلى الخلائق كلهم فأنا لا أرجو أحداً سواه، ثم نصحهم بقوله:
﴿أوفوا الكيل﴾ أي: أتموه إتماماً لا شبهة فيه إذا كلتم كما توفونه إذا اكتلتم ﴿ولا تكونوا من المخسرين﴾ أي: الناقصين لحقوق الناس في الكيل والوزن كما قال تعالى: ﴿ويل للمطففين الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون﴾ (المطففين: ١، ٢) أي: الكيل ﴿وإذا كالوهم﴾ (المطففين: ٢)
أي: كالوا لهم ﴿أو وزنوهم﴾ أي: وزنوا لهم ﴿يخسرون﴾ (المطففين: ٣)
ينقصون الكيل أو الوزن.
﴿وزنوا﴾ أي: لأنفسكم ولغيركم ﴿بالقسطاس﴾ أي: الميزان الأقوم وأكد معناه بقوله ﴿المستقيم﴾ وقيل: هو بالرومية العدل، وقرأ حمزة والكسائي وحفص بكسر القاف، والباقون بالضمّ.
تنبيه: الكيل على ثلاثة أضرب: واف، وطفيف، وزائد، فأمر بالواجب الذي هو الإيفاء بقوله تعالى: ﴿أوفوا الكيل﴾ ونهى عن المحرم الذي هو التطفيف بقوله تعالى: ﴿ولا تكونوا من المخسرين﴾
ولم يذكر الزائد لأنه إن فعله فقد أحسن وإن لم يفعله فلا إثم عليه، والوزن في ذلك كالكيل، ولهذا عمم في النهي عن النقص بقوله:
﴿ولا تبخسوا﴾ أي: تنقصوا ﴿الناس أشياءهم﴾ أي: في كيل أو وزن أو غير ذلك، ثم أتبع ذلك بما هو أعم بقوله ﴿ولا تعثوا﴾ أي: لا تنصرفوا ﴿في الأرض﴾ من غير تأمل حال كونكم ﴿مفسدين﴾ أي: في المال أو غير ذلك كقطع الطريق والقتل، ثم خوفهم بعد أن وعظهم ونهاهم عن الفساد من سطوة الجبار ما حل بمن هو أعظم منهم بقوله:
﴿واتقوا الذي خلقكم﴾ أي: من نطفة فإعدامكم أهون شيء عليه وأشار إلى ضعفهم وقوة من كان قبلهم بقوله ﴿والجبلة﴾ أي: الجماعة والأمم ﴿الأولين﴾ الذين كانوا على خلقة وطبيعة عظيمة كأنها الجبال قوة وصلابة لا سيما قوم هود الذين بلغت بهم الشدة حتى قالوا من أشدّ منا قوّة، وقد أخذهم الله تعالى أخذ عزيز مقتدر، ثم إنهم أجابوه بالقدح في الرسالة أولاً: باستصغار الوعيد ثانياً: بأن.
توقعوا الإفساد العظيم الذي يستمر تجدّده ﴿في الأرض﴾ بالمعصية والبغي وسفك الدماء الذي يسخط الله تعالى، ويغضبه أشدّ غضب على فاعله، وتكونوا في غاية الجراءة عليه وترجعوا إلى الفرقة بعدما جمعكم الله بالإسلام. وقرأ نافع بكسر السين والباقون بفتحها ﴿وتقطعوا﴾ أي: تقطيعاً كثيراً ﴿أرحامكم﴾ أي: تعودوا إلى أمر الجاهلية في الإغارة من بعض على بعض وغير ذلك، قال قتادة: كيف رأيتم القوم حين تولوا عن كتاب الله تعالى ألم يسفكوا الدم الحرام وقطعوا الأرحام وعصوا الرحمن، وقال بعضهم: هو من الولاية. قال الفراء: يقول فهل عسيتم إن توليتم أمر الناس أن تفسدوا في الأرض بالظلم نزلت في بني أمية وبني هاشم.
﴿أولئك﴾ أي: المفسدون ﴿الذين لعنهم الله﴾ أي: طردهم أشدّ الطرد الملك الأعظم لما ذكر من إفسادهم وتقطيعهم، ثم سبب عن لعنهم قوله تعالى ﴿فأصمهم﴾ أي: عن الانتفاع بما سمعوه ﴿وأعمى أبصارهم﴾ أي عن الانتفاع بما يبصرون فليس سماعهم سماع إدراك، ولا إبصارهم إبصار اعتبار، فلا سماع ولا إبصار.
﴿أفلا يتدبرون﴾ بقلوب منفتحة منشرحة ليهتدوا إلى كل خير ﴿القرآن﴾ أي: يجهدوا أنفسهم في أن يتفكروا في الكتاب الجامع لكل خير، الفارق بين الحق والباطل، حتى لا يجسروا على المعاصي
فإن قيل قال تعالى: ﴿فأصمهم وأعمى أبصارهم﴾ فكيف يمكنهم التدبر في القرآن؟ وهو كقول القائل للأعمى: أبصر وللأصم اسمع، أجيب بثلاثة أوجه مترتبة بعضها أحسن من بعض؛ الأول: تكليف ما لا يطاق جائز. والله تعالى أمر من علم منه بأنه لا يؤمن أن يؤمن فلذلك جاز أن يصمهم، ويعميهم، ويذمهم على ترك التدبر.
الثاني: أن قوله ﴿أفلا يتدبرون القرآن﴾ المراد منه الناس.
الثالث: أن يقال أنّ هذه الآية وردت محققة لمعنى الآية المتقدّمة، كأنه تعالى قال ﴿أولئك الذين لعنهم الله﴾ أي: أبعدهم عنه، أو عن الصدق، أو الخير، أو غير ذلك من الأمور الحسنة فأصمهم لا يسمعون حقيقة الكلام، وأعماهم لا يبصرون طريقة الإسلام فإذا هم بين أمرين: إمّا لا يتدبرون القرآن، فيبعدون عنه لأنّ الله تعالى لعنهم وأبعدهم عن الخير والصدق، والقرآن منها هو الصنف الأعلى بل النوع الأشرف.
وإمّا يتدبرون لكن لا تدخل معانيه في قلوبهم لكونها مقفلة تقديره أفلا يتدبرون القرآن لكونهم ملعونين مبعدين ﴿أم﴾ أي: بل ﴿على قلوب﴾ أي: من قلوب الفاعلين لذلك ﴿أقفالها﴾ فلا تعي شيئاً ولا تفهم أمراً، ولا تزداد إلا غباوة وعناداً لأنها لا تقدر على التدبير قال القشيري: فلا يدخلها زواجر التنبيه، ولا ينبسط عليها شعاع العلم، فلا يحصل لهم فهم الخطاب. والباب إذا كان مغلقاً فكما لا يدخل فيه شيء لا يخرج ما فيه فلا كفرهم يخرج، ولا الإيمان الذي يدعون إليه يدخل. ا. هـ فإن قيل ما الفائدة في تنكير القلوب.
أجاب الزمخشري بقوله: يحتمل وجهين:
أحدهما: أن يكون للتنبيه على كونه موصوفاً، لأنّ النكرة بالوصف أولى من المعرفة كأنه قال أم على قلوب قاسية أو مظلمة
الثاني: أن تكون للتبعيض كأنه قال أم على بعض القلوب لأنّ النكرة لا تعم تقول: جاءني رجال فيفهم البعض، وجاءني الرجال فيفهم الكل. والتنكير في القلوب للتنبيه على الإنكار الذي في القلوب، وذلك لأنّ القلب إذا كان عارفاً كان معروفاً، لأنّ القلب خلق للمعرفة فإذا لم تكن فيه المعرفة، فكأنه لا يعرف قلباً


الصفحة التالية
Icon