تجعل في طيّ الثوب يكتب فيها ثمنه، وقيل: توزن الأعمال.
روي عن ابن عباس: يؤتى بالأعمال الحسنة على صورة حسنة وبالأعمال السيئة على صورة قبيحة فتوضع في الميزان، وقيل: توزن الأشخاص لما روي عنه ﷺ أنه قال: «ليأتي الرجل العظيم السمين يوم القيامة فلا يزن عند الله جناح بعوضة» وقوله تعالى: ﴿يومئذٍ﴾ أي: يوم السؤال المذكور وهو يوم القيامة خبر المبتدأ الذي هو الوزن، وقوله تعالى: ﴿الحق﴾ أي: العدل السوي صفته ﴿فمن ثقلت موازينه﴾ أي: رجحت على ما يعهد في الدنيا بصحائف الأعمال أو حسناته أو به على الأقوال الماضية، وعن الحسن: وحق لميزان توضع فيه الحسنات أن يرجح ويثقل وحق لميزان توضع فيه السيآت أن يخف.
فإن قيل: الميزان واحد فما وجه الجمع؟ أجيب: بأنّ العرب قد توقع لفظ الجمع على الواحد وقيل: إنه ينصب لكل عبد ميزان، وقيل: إنما جمعه لأنّ الميزان يشتمل على الكفتين واللسان والساهون ولا يتم الوزن إلا بذلك كله، وقيل: جمع لاختلاف الموزونات وتعدد الجمع فهو جمع موزون أو ميزان ﴿فأولئك هم المفلحون﴾ الفائزون بالنجاة والثواب.
﴿ومن خفت﴾ أي: طاشت ﴿موازينه﴾ أي: السيآت أي: بسببها ﴿فأولئك الذين خسروا أنفسهم﴾ أي: بتصييرها إلى النار ﴿بما كانوا بآياتنا يظلمون﴾ أي: يجحدون.
﴿ولقد مكناكم﴾ يا بني آدم ﴿في الأرض﴾ أي: في مسكنها وزرعها والتصرف فيها ﴿وجعلنا لكم فيها معايش﴾ جمع معيشة أي: أسباباً تعيشون بها أيام حياتكم من أنواع التجارات والصنائع والمآكل والمشارب وذلك بفضل الله تعالى وإنعامه على عبيده وكثرة الإنعام توجب الطاعة للمنعم بها والشكر له عليها ثم بيّن تعالى أنه مع هذا الإفضال على عبيده وإنعامه عليهم لا يقومون بشكرها كما ينبغي فقال تعالى: ﴿قليلاً ما تشكرون﴾ أي: على ما صنعت إليكم وأنعمت به عليكم وفيه دليل على أنهم قد يشكرون لأنّ الإنسان قد يذكر نعمة الله فيشكره عليها فلا يخلو في بعض الأوقات من الشكر على النعم وحقيقة الشكر تصور النعمة وإظهارها ويضادّه الكفر وهو نسيان النعمة وسترها.
﴿ولقد خلقناكم﴾ أي: أباكم آدم ﴿ثم صوّرناكم﴾ أي: أباكم آدم والمراد يعني: خلقنا أباكم آدم طيناً غير مصوّر ثم صوّرناه فنزل خلقه وتصويره منزلة خلق الكل وتصويرهم، وقيل: خلقناكم في أصلاب الرجال ثم صوّرناكم في أرحام النساء ﴿ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم﴾.
فإن قيل: ثم للترتيب والتراخي وهي ظاهرة على القول الأوّل فما وجهه على الثاني؟ أجيب: بأنها تكون بمعنى الواو أي: وقلنا للملائكة اسجدوا لآدم سجود تحية بالانحناء ﴿فسجدوا﴾ أي: الملائكة كلهم لآدم ﴿إلا إبليس﴾ أبا الجن كان بين الملائكة ﴿لم يكن من الساجدين﴾ أي: ممن سجد.
﴿قال﴾ الله تعالى لإبليس ﴿ما منعك أن لا تسجد﴾ أي: أن تسجد ﴿إذ أمرتك﴾ فلا زائدة للتأكيد كما في قوله تعالى: ﴿لا أقسم﴾ (البلد، ١)
أي: أقسم، وقوله تعالى: ﴿وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون﴾ (الأنبياء، ٩٥)
أي: يرجعون نعم إن حمل ما منعك على ما حملك لم تكن زائدة ﴿قال﴾ إبليس مجيباً له تعالى: ﴿أنا خير منه﴾.
فإن قيل: كيف يكون قوله: ﴿أنا خير منه﴾ جواباً لما منعك وإنما الجواب أن يقول منعني كذا؟ أجيب: بأنه جواب من حيث المعنى استأنف به استبعاداً لأن يكون مثله مأموراً بالسجود
كانت تصير ثعباناً وهذه آية أخرى ثم إنه عليه السلام كان يدخل يده في فمها فما كانت تضرّه فهذه آية أخرى ثم كانت تنقلب خشبة فهذه آية أخرى وكذلك اليد فإنّ بياضها آية وشعاعها آية أخرى ثم زوالها بعد ذلك آية أخرى فدل ذلك على أنها كانت آيات كثيرة.
وقيل: الآيات العصا واليد وحلّ عقدة لسانه وقيل: معناه أمدّكما بآياتي وأظهر على أيديكما من الآيات ما تنزاح به العلل من فرعون وقومه ﴿ولاتنيا﴾ أي: لا تفترا ولا تقصرا ﴿في ذكري﴾ أي: بتسبيح وغيره فإنّ من ذكر جلال الله استخف غيره فلا يخاف أحداً وتقوى روحه بذلك الذكر فلا تضعف في مقصوده، ومن ذكر الله لا بدّ وأن يكون ذاكر إحسانه، وذاكر إحسانه لا يفتر في أداء أوامره وقيل: لاتنيا في ذكرى عند فرعون بأن تذكرا لفرعون وقومه أنّ الله لا يرضى منهم الكفر وتذكرا لهم أمر الثواب والعقاب والترغيب والترهيب وقيل: المراد بالذكر تبليغ الرسالة
﴿اذهبا إلى فرعون إنه طغى﴾ أي: بادّعاء الربوبية
تنبيه: ذكر الله تعالى المذهوب إليه هنا وهو فرعون وحذفه في قوله اذهب أنت وأخوك بآياتي اختصاراً في الكلام وقال القفال فيه وجهان؛ أحدهما: أنّ قوله اذهب أنت وأخوك بآياتي يحتمل أن يكون كل واحد منهما مأموراً بالذهاب على الانفراد فقيل مرّة أخرى اذهبا لتعرفا أنّ المراد منه أن يشتغلا بذلك جميعاً لا أن ينفرد به أحدهما دون الآخر والثاني: أنّ قوله اذهب أنت وأخوك بآياتي أمر بالذهاب إلى كل الناس من بني إسرائيل وقوم فرعون ثم إن قوله تعالى: اذهبا إلى فرعون أمر بالذهاب إلى فرعون وحده واستبعد هذا بل الذهابان متوجهان لشيء واحد وقد حذف من كل من الذهابين ما أثبته في الآخر وقيل: إنه حذف المذهوب إليه من الأوّل وأثبته في الثاني، وحذف المذهوب به وهو بآياتي من الثاني وأثبته في الأوّل.
﴿فقولا له قولاً ليناً﴾ أي: مثل ﴿هل لك إلى أن تزكى وأهديك إلى ربك فتخشى﴾ (النازعات: ١٨، ١٩)
فإنه دعوة في صورة عرض ومشورة، فإن قيل: لم أمر الله تعالى باللين مع الكافر الجاحد؟ أجيب: بأنّ عادة الجبار إذا أغلظ عليه في الوعظ يزداد عتوّاً وتكبراً فأمر باللين حذراً من أن تحمله الحماقة على أن يسطو عليهما واحتراماً لما له من حق التربية وقيل: كنياه وكان له ثلاث كنى أبو العباس وأبو الوليد وأبو مرّة وقيل: عداه شباباً لا هرم بعده وملكاً لا يزول إلا بالموت وأن تبقى له لذة المطعم والمشرب والمنكح إلى حين موته وإذا مات دخل الجنة فأعجبه ذلك وكان لا يقطع أمراً دون هامان وكان غائباً فلما قدم أخبره بالذي دعاه إليه موسى وقال أردت أن أقبل منه فقال له هامان كنت أرى أنّ لك عقلاً ورأياً أنت رب تريد أن تكون مربوباً وأنت تعبد تريد أن تعبد فغلبه على رأيه وقوله تعالى: ﴿لعله يتذكر أو يخشى﴾ متعلق باذهبا أو قولا أي: باشرا الأمر على رجائكما وطمعكما مباشرة من يرجو ويطمع أن يثمر عمله ولا يخيب سعيه فهو يجتهد بطوقه ويسعى بأقصى وسعه، قال الزمخشري: ولا يستقيم أن يراد ذلك في حق الله تعالى إذ هو عالم بعواقب الأمور، وعن سيبويه كل ما ورد في القرآن من لعل وعسى فهو من الله واجب بمعنى أنه يستحيل بقاء معناه في حق الله تعالى وقال الفرّاء: إن لعلّ بمعنى كي فتفيد العلية كما تقول اعمل لعلك تأخذ أجرتك.
فائدة: قرأ رجل عند يحيى بن معاذ {فقولا له قولاً
يأتي سبحانه بكلمة في حق الكفار فتدل على هوانهم بعقابهم، ويأتي بتلك الكلمة بعينها وهيئتها في حق المؤمنين فتدل على إكرامهم بحسن ثوابهم فسبحان من أنزله معجز المباني وتمكن المعاني عذب الموارد والمثاني.
وقيل: إن المحبة والصداقة باقية بين المتقين إلى يوم القيامة كما قال تعالى: ﴿الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدواً إلا المتقين﴾ (الإحزاب: ٦٧)
فإذا قيل لواحد منهم: اذهب إلى الجنة فيقول: لا أدخلها إلا مع أحبابي وأصدقائي فيتأخرون لهذا السبب فحينئذ يحتاجون إلى السوق إلى الجنة.
ولما ذكر تعالى السوق ذكر غايته بقوله تعالى: ﴿حتى إذا جاؤوها﴾ اختلف في جواب إذا على أوجه أحدها قوله تعالى: ﴿وفتحت أبوابها﴾ والواو زائدة وهو رأي الكوفيين والأخفش، وإنما جيء هنا بالواو دون التي قبلها لأن أبواب السجون مغلقة عادة إلى أن يجيئها صاحب الجريمة فتفتح له ثم تغلق عليه فناسب ذلك عدم الواو فيها بخلاف أبواب السرور والفرح فإنها تفتح انتظاراً لمن يدخلها، فعلى هذا أبواب جهنم تكون مغلقة لا تفتح إلا عند دخول أهلها فيها، فأما أبواب الجنة ففتحها يكون مقدماً على دخولهم إليها كما قال تعالى: ﴿جنات عدن مفتحة لهم الأبواب﴾ (ص: ٥٠)
فلذلك جيء بالواو فكأنه قال: حتى إذا جاؤوها وقد فتحت أبوابها.
ثانيها قوله تعالى: ﴿وقال لهم خزنتها﴾ أي: بزيادة الواو أيضاً أي: حتى إذا جاؤوها قال لهم خزنتها، ثالثها: قال الزجاج: القول عندي إن الجواب محذوف تقديره دخلوها بعد قوله تعالى: ﴿إذا جاؤوها وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها﴾ أي: حين الوصول ﴿سلام عليكم﴾ تعجيلاً للمسرة بالبشارة بالسلامة التي لا عطب فيها ﴿طبتم﴾ أي: صلحتم لسكناها لأنها دار طهرها الله تعالى من كل دنس وطيبها من كل قذر فلا يدخلها إلا مناسب لها موصوف بصفتها فما أبعد أحوالنا من تلك المناسبة وما أضعف سعينا في اكتساب تلك الصفة إلا أن يهب لنا الوهاب الكريم توبة نصوحاً تنقي أنفسنا من درن الذنوب وتميط وضر هذه القلوب ثم سببوا عن ذلك ﴿فادخلوها خالدين﴾ أي: مقدرين الخلود. وسمى بعضهم الواو في قوله تعالى: ﴿وفتحت﴾ واو الثمانية قال: لأن أبواب الجنة ثمانية وكذا قالوا في قوله تعالى: ﴿وثامنهم كلبهم﴾ (الكهف: ٢٢)
وقيل: تقدير الجواب ﴿حتى إذا جاؤوها وفتحت أبوابها﴾ يعني أن الجواب بلفظ الشرط ولكنه بزيادة تقييده بالحال فلذلك صح، وقدره الجلال المحلي بقوله: دخلوها وقال: إن قوله تعالى:
﴿وقالوا﴾ عطف على دخلوها المقدر ﴿الحمد﴾ أي: الإحاطة بأوصاف الكمال ﴿لله﴾ أي: الملك الأعظم ﴿الذي صدقنا وعده﴾ في قوله تعالى: ﴿تلك الجنة التي نورث من عبادنا من كان تقياً﴾ (مريم: ٦٣)
فطابق قوله الواقع الذي وجدناه في هذه الساعة ﴿وأورثنا﴾ كما وعدنا ﴿الأرض﴾ أي: الأرض التي لا أرض في الحقيقة غيرها وهي أرض الجنة التي لا كدر فيها بوجه وفيها كل ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين وقولهم: ﴿نتبوأ﴾ أي: ننزل ﴿من الجنة حيث نشاء﴾ جملة حالية وحيث ظرف على بابها وقيل: مفعول به، وإنما عبر عن أرض الجنة بالأرض لوجهين؛ أحدهما: أن الجنة كانت في أول الأمر لآدم عليه السلام لأنه تعالى قال: ﴿فكلا منها رغداً حيث شئتما﴾ فلما عادت الجنة إلى أولاد آدم عليه السلام كان ذلك سبباً للإرث، ثانيها: أن الوارث ينصرف فيما ورثه كيف شاء من غير منازع فكذلك المؤمنون يتصرفون
﴿أقتت﴾ أي: مقولاً فيها لأي يوم أجلت أي: أخرت، وهذا تعظيم لذلك اليوم وتعجيب له وقوله تعالى: ﴿ليوم الفصل﴾ بيان ليوم التأجيل. وقيل: اللام بمعنى إلى، ذكره مكي. قال ابن عباس: يوم فصل الرحمن بين الخلائق كقوله تعالى: ﴿إن يوم الفصل ميقاتهم أجمعين﴾ (الدخان: ٤٠)
ثم أتبع هذا التعظيم تعظيماً آخر بقوله تعالى: ﴿وما أدراك ما يوم الفصل﴾ أي: ومن أين تعلم كنهه ولم تر مثله في شدّته ومهابته، وقرأ أبو عمرو وشعبة وحمزة والكسائي وابن ذكوان بخلاف عنه بالإمالة محضة، وقرأ ورش بين بين والباقون بالفتح.
ثم أتبعه تهويلاً ثالثاً بقوله تعالى: ﴿ويل يومئذ﴾ أي: إذ يكون يوم الفصل ﴿للمكذبين﴾ أي: بذلك، قال القرطبي: ويل عذاب وخزي لمن كذب بالله تعالى وبرسله وكتبه وبيوم الفصل، وهو وعيد وكرّره في هذه السورة عند كل آية كأنه قسمه بينهم على قدر تكذيبهم، فإنّ لكل مكذب بشيء عذاباً سوى عذاب تكذيبه بشيء آخر، ورب شيء كذب به هو أعظم جرماً من تكذيبه لغيره؛ لأنه أقبح في تعظيمه وأعظم في الردّ على الله تعالى، وإنما يقسم له من الويل على قدر ذلك وعلى قدر وفاقه، وهو قوله تعالى: ﴿جزاء وفاقاً﴾ (النبأ: ٢٦)
. وقيل: كرره لمعنى تكرار التخويف والوعيد، وروي عن النعمان بن بشير قال: ويل واد في جهنم فيه ألوان العذاب، وقاله ابن عباس وغيره، وروي أنه عليه الصلاة والسلام قال: «عرضت عليّ جهنم فلم أر فيها وادياً أعظم من الويل»، وروي أيضاً أنه مجمع ما يسيل من قيح أهل النار وصديدهم، وإنما يسيل الشيء فيما سفل من الأرض، وقد علم العباد في الدنيا أنّ شرّ المواضع ما استنقع فيها مياه الأدناس والأقذار والغسالات والجيف وماء الحمامات، فذكر أنّ الوادي مستنقع صديد أهل الكفر والشرك ليعلم العاقل أنه لا شيء أقذر منه قذارة ولا أنتن منه نتناً.
تنبيه: ويل مبتدأ، وسوّغ الابتداء به الدعاء، ويومئذ ظرف للويل وللمكذبين خبره. وقال الزمخشري: فإن قلت كيف وقع النكرة مبتدأ؟ قلت: هو في أصله مصدر منصوب ساد مسدّ فعله لكنه عدل به إلى الرفع للدلالة على معنى ثبات الهلاك ودوامه للمدعو عليه ونحوه ﴿سلام عليكم﴾ (الرعد: ٢٤)
واعترض بأنّ الذي ذكره ليس من المسوّغات التي ذكرها النحويون، وإنما المسوغ كونه دعاء وفائدة العدول إلى الرفع ما ذكره.
﴿ألم نهلك﴾ أي: بما لنا من العظمة ﴿الأوّلين﴾ من لدن آدم عليه السلام إلى زمن محمد ﷺ كقوم نوح وعاد وثمود بتكذيبهم أي: أهلكناهم ﴿ثم نتبعهم الآخرين﴾ أي: ممن كذبوا ككفار مكة فنهلكهم كما أهلكنا الأوّلين ونسلك بهم سبيلهم؛ لأنهم كذبوا مثل تكذيبهم.
﴿كذلك﴾ أي: مثل ذلك الفعل الشنيع ﴿نفعل بالمجرمين﴾ أي: بكل من أجرم فيما يستقبل إمّا بالسيف وإمّا بالهلاك.d
﴿ويل يومئذ﴾ أي: إذ يوجد ذلك الفعل ﴿للمكذبين﴾ أي: بآيات الله وأنبيائه، قال البيضاوي: فليس تكراراً وكذا إن أطلق التكذيب أو علق في الموضعين بواحد لأنّ الويل الأوّل بعذاب الآخرة، وهذا للإهلاك في الدنيا مع أنّ التكرير للتوكيد حسن شائع في كلام العرب.
﴿ألم نخلقكم﴾ أي: أيها المكذبون بما لنا من العظمة التي لا تغيرها عظمة ﴿من ماء مهين﴾ أي: ضعيف حقير وهو المني، وهذا نوع آخر من تخويف الكفار وهو من وجهين: الأوّل: أنه تعالى ذكرهم عظيم إنعامه عليهم وكل ما كان نعمه عليه أكثر كان جنايته في حقه أقبح وأفحش. الثاني: