وسلفت ﴿من قبلكم من الجنّ والإنس﴾ أي: كفار الأمم الماضية من الفريقين، وقوله تعالى: ﴿في النار﴾ متعلق بادخلوا ﴿كلما دخلت أمّة﴾ أي: جماعة النار ﴿لعنت أختها﴾ أي: التي ضلت بالاقتداء بها ﴿حتى إذا ادّاركوا﴾ أي: تلاحقوا واستقرّوا ﴿فيها﴾ أي: النار ﴿جميعاً قالت أخراهم﴾ أي: منزلة أو دخولاً وهم الأتباع ﴿لأولاهم﴾ أي: لأجلهم وهم المتبعون إذ الخطاب مع الله تعالى لا معهم ﴿ربنا هؤلاء﴾ أي: الأوّلون ﴿أضلونا﴾ أي: لأنهم أوّل من سنّ الضلال. وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو بإبدال الهمزة الثانية ياء في الوصل، والباقون بالتحقيق ﴿فآتهم﴾ أي: أذقهم بسبب ذلك ﴿عذاباً ضعفاً﴾ أي: يكون بقدر عذاب غيرهم مرّتين لأنهم ضلوا وأضلوا ومن سنّ سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة ومنه لا تقتل نفس ظلماً إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها لأنه أوّل من سنّ القتل، ثم أكدوا شدّة العذاب بقولهم: ﴿من النار قال﴾ الله تعالى: ﴿لكل﴾ أي: منكم ومنهم ﴿ضعف﴾ أي: عذاب مضعف أمّا القادة فبكفرهم وتضليلهم وأما الأتباع فبكفرهم وتقليدهم لهم ﴿ولكن لا تعلمون﴾ أي: ما أعدّ الله تعالى لكل فريق من العذاب. وقرأ شعبة: يعلمون بالياء على الغيبة، والباقون بالتاء على الخطاب.
﴿وقالت أولاهم﴾ أي: في الكفر وهم القادة ﴿لأخراهم﴾ أي: الأتباع ﴿فما كان لكم علينا من فضل﴾ أي: لأنكم لم تكفروا بسببنا فقد جاءتكم الرسل والنذر فما رجعتم عن ضلالتكم وكفركم فنحن وأنتم سواء قال الله تعالى لهم: ﴿فذوقوا العذاب بما﴾ أي: بسبب ما ﴿كنتم تكسبون﴾ أي: من الكفر والأعمال الخبيثة.
﴿إنّ الذين كذبوا بآياتنا﴾ أي: بدلائل التوحيد فلم يصدّقوا ولم يتبعوا رسلي ﴿واستكبروا عنها﴾ أي: وتكبروا عن الإيمان بها والانقياد لها والعمل بمقتضاها ﴿لا تفتح لهم أبواب السماء﴾ لصعود أعمالهم ولا لدعائهم ولا لأرواحهم ولا لنزول البركات عليهم لأنها طهارة عن الأرجاس الحسية والمعنوية فإذا صعدت أرواحهم الخبيثة بعد الموت مع ملائكة العذاب أغلقت الأبواب دونها ثم ألقيت من هناك إلى سجين بخلاف المؤمن فيفتح له ويصعد بروحه إلى السماء السابعة كما ورد في حديث.
وقرأ أبو عمرو وحمزة والكسائي بسكون الفاء وتخفيف التاء بعدها إلا أنّ أبا عمرو يقرأ بالتاء على التأنيث وحمزة والكسائي بالياء على التذكير، وقرأ الباقون بالتأنيث وفتح الفاء وتشديد التاء بعدها ﴿ولا يدخلون الجنة﴾ أي: التي هي أطهر المنازل وأشرفها ﴿حتى﴾ يكون ما لا يكون بأن ﴿يلج﴾ أي: يدخل ﴿الجمل﴾ على كبره ﴿في سم الخياط﴾ أي: ثقب الإبرة وهو غير ممكن فكذا دخولهم الجنة فهو تعليق على محال، وعن ابن مسعود أنه سئل عن الجمل فقال: زوج الناقة استجهالاً للسائل وإشارة إلى أنّ طلب معنى آخر تكلف ﴿وكذلك﴾ أي: ومثل ذلك الجزاء بهذا العذاب وهو أنّ دخولهم الجنة محال عادة ﴿نجزي المجرمين﴾ أي: الكافرين لأنه تقدّم من صفتهم إنهم كذبوا بآيات الله واستكبروا عنها وهذه صفة الكفار فوجب حمل لفظ المجرمين على أنهم الكفار.
ولما بين تعالى أنّ الكفار لا يدخلون الجنة أبداً بين أنهم من أهل النار ووصف ما أعدّ الله لهم فيها فقال تعالى:
﴿لهم من جهنم مهاد﴾ أي: فراش وأصل المهاد والمهد الذي يقعد عليه ويضطجع عليه كالبساط ﴿ومن فوقهم غواش﴾
موسى الذي آمنوا به ﴿أشد عذاباً وأبقى﴾ أي: أدوم على مخالفته فإن قيل: إن فرعون مع قرب عهده بمشاهدة انقلاب العصا حية، وقصدها له وآل الأمر أن استغاث بموسى من شرها، وعجزه عن دفعها كيف يعقل أن يهدد السحرة ويبالغ في وعيدهم إلى هذا الحد، ويستهزىء بموسي في قوله: أينا أشد عذاباً وأبقى؟ أجيب: بأنه كان في أشد الخوف في قلبه إلا أنه يظهر الجلادة والوقاحة تمشية لناموسه وترويجاً لأمره، قال الرازي: ومن استقرىء أحوال العالم علم أن الفاجر قد يفعل أمثال هذه الأشياء، ومما يدل على معاندته قوله: إنه لكبيركم الذي علمكم السحر لأنه كان يعلم أن موسى ما خالطهم البتة، وما لقيهم، وكان يعلم من سحرته أستاذ كل واحد من هو، وكيف حصل ذلك العلم، ثم إنه كان يقول مع ذلك هذه الأشياء، ثم كأنه قيل فما قالوا له؟ فقيل:
﴿قالوا﴾ له: ﴿لن نؤثرك﴾ أي: نختارك ﴿على ما جاءنا﴾ على لسان موسى ﴿من البينات﴾ التي عايناها، وعلمنا أنه لا يقدر أحد على مضادتها. ولما بدؤوا بما يدل على الخالق من الفعل ترقوا إلى ذكره بعد معرفته بفعله إشارة إلى علوِّ قدره، فقالوا: ﴿والذي﴾ أي: ولا نؤثرك بالإتباع على الذي فطرنا أي: ابتدأ خلقنا إشارة إلى شمول ربوبية الله تعالى لهم وله ولجميع الناس، وتنبيهاً على عجز فرعون عند من استخفه، وفي جميع أقوالهم هذه من تعظيم الله تعالى عبارة وإشارة وتحقير فرعون أمر عظيم.
تنبيه: قد علم مما تقرر أن والذي معطوف على ما وإنما أخروا ذكر الباري تعالى؛ لأنه من باب الترقي من الأدنى إلى الأعلى، وقيل: الواو قسم والموصول مقسم به وجواب القسم محذوف، أي: وحق الذي فطرنا لا نؤثرك على الحق، ولما تسبب عن ذلك أنهم لا يبالون به، وعلموا أن ما يفعله بهم هو بإذن الله تعالى قالوا له: ﴿فاقض﴾ أي: فاصنع في حكمك الذي تمضيه ﴿ما أنت قاض﴾ أي: فاقض الذي أنت قاضيه، ثم عللوا ذلك بقولهم: ﴿إنما تقضي﴾ أي: تصنع بنا ما تريد إن قدّرك الله عليه ﴿هذه الحياة الدنيا﴾ النصب على الاتساع أي: إنما حكمك فيها على الجسد خاصة، فهي ساعة تعقبها راحة، ونحن لا نخاف إلا ممن يحكم على الروح، وإن فني الجسد فذاك هو العذاب الشديد الدائم، ثم عللوا تعظيم الله تعالى، واستهانتهم بفرعون بقولهم:
﴿إنا آمنا بربنا﴾ أي: المحسن إلينا طول أعمارنا مع إساءتنا بالكفر وغيره ﴿ليغفر لنا﴾ من غير نفع يلحقه بالفعل، أو ضرر يدركه بالترك ﴿خطايانا﴾ التي قابلنا بها إحسانه، ثم خصوا بعد العموم فقالوا: ﴿وما أكرهتنا عليه﴾ وبينوا ذلك بقولهم: ﴿من السحر﴾ لنعارض المعجزة، فإنه كان الأكمل لنا عصيانك فيه؛ لأن الله تعالى أحق بأن يتقى.
فإن قيل: كيف قالوا ذلك وقد جاؤوا مختارين يحلفون بعزة فرعون آن لهم الغلبة؟ أجيب: بأنه قد روي أن رؤوساء السحرة كانوا اثنين وسبعين اثنان من القبط والباقون من بني إسرائيل أكرههم فرعون على تعلم السحر، وروي أنهم رأوا موسى عليه السلام نائماً، وعصاه تحرسه، فقالوا لفرعون: إن الساحر إذا نام بطل سحره، فهذا لا نقدر على معارضته، فأبى عليهم، وأكرههم على المعارضة.
وقيل: إنَّ الملوك في ذلك الزمان كانوا يأخذون البعض من رعيتهم، ويكلفونه تعلم السحر، فإذا شاخ بعثوا إليه أحداثاً ليعلمهم ليكون في كل وقت من يحسنه. ولما كان التقدير فربنا أهل التقوى وأهل المغفرة عطفوا عليه مستحضرين لكماله ﴿والله﴾ أي: الجامع لصفات الكمال ﴿خير﴾ جزاء منك فيما وعدتنا
تاماً فيتعظ بهذه الآيات ﴿إلا من ينيب﴾ أي: يرجع إلى الله تعالى ويقبل بكليته إلى الله تعالى في جميع أموره فيعرض عن غير الله تعالى ولهذا قال عز من قائل:
﴿فادعوا﴾ وصرح بالاسم الأعظم فقال تعالى: ﴿الله﴾ الذي له صفات الكمال أي: فاعبدوه ﴿مخلصين له الدين﴾ أي: الأفعال التي يقع الجزاء عليها فمن كان يصدق بالجزاء وبأن ربه غني لا يقبل إلا خالصاً، اجتهد في تصفية أعماله فيأتي بها في غاية الخلوص عن كل ما يمكن أن يكدر من غير شائبة شرك جلي أو خفي كما أن معبوده واحد من غير شائبة نقص ﴿ولو كره﴾ أي: الدعاء منكم ﴿الكافرون﴾ أي: السائرون لأنوار عقولهم.
ولما ذكر تعالى من صفات كبريائه كونه مظهراً للآيات ذكر ثلاثة أخرى من صفات الجلال والعظمة وهي قوله تعالى:
﴿رفيع الدرجات﴾ وهذا يحتمل أن يكون المراد منه الرافع، وأن يكون المراد منه المرتفع، فإن حملناه على الأول ففيه وجهان: أولها: أنه تعالى يرفع درجات الأنبياء والأولياء، ثانيهما: يرفع درجات الخلق في العلوم والأخلاق الفاضلة فجعل لكل أحد من الملائكة درجة معينة كما قال تعالى عنهم: ﴿وما منا إلا له مقام معلوم﴾ (الصافات: ١٦٤)
وجعل لكل واحد من العلماء درجة معينة فقال تعالى: ﴿يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات﴾ (المجادلة: ١١)
وعين لكل جسم درجة معينة، فجعل بعضها سفلية كدرة وبعضها فلكية وبعضها من جواهر العرش والكرسي، وأيضاً جعل لكل واحد مزية معينة في الخلق والخلق والرزق والأجل فقال تعالى: ﴿وهو الذي جعلكم خلائف الأرض ورفع بعضكم فوق بعض درجات﴾ (الأنعام: ١٦٥)
وجعل لكل واحد من السعداء والأشقياء في الدنيا درجة معينة من موجبات السعادة وموجبات الشقاوة، وفي الآخرة تظهر تلك الآثار وإن حملنا الرفيع على المرتفع فهو سبحانه وتعالى أرفع الموجودات في جميع صفات الكمال والجلال.
تنبيه: في رفيع وجهان؛ أحدهما: أنه مبتدأ والخبر ﴿ذو العرش﴾ أي: الكامل الذي لا عرش في الحقيقة إلا هو فهو محيط بجميع الأكوان ومادة لكل جماد وحيوان وعال بجلاله وعظمته عن كل ما يخطر في الأذهان وقوله تعالى: ﴿يلقي الروح﴾ أي: الوحي سماه روحاً لأنه تحيا به القلوب كما تحيا الأبدان بالأرواح.
﴿من أمره﴾ قال ابن عباس: أي: رضاه، وقوله: ﴿يلقي﴾ يجوز أن يكون خبراً ثانياً وأن يكون حالاً، ويجوز أن تكون الثلاثة أخباراً لقوله تعالى: ﴿هو الذي يريكم آياته﴾.
ولما كان أمره تعالى غالباً على كل أمر أشار إلى ذلك بأداة الاستعلاء فقال تعالى: ﴿على من يشاء﴾ أي: يختار ﴿من عباده﴾ للنبوة وفي هذا دليل على أنها عطائية وقوله: ﴿لينذر﴾ أي: يخوف غاية الإلقاء والفاعل هو الله تعالى، أو الروح، أو من يشاء، أو الرسول. والمنذر به محذوف تقديره لينذر العذاب. ﴿يوم التلاق﴾ أي: يوم القيامة فإن فيه تتلاقى الأرواح والأجساد وأهل السماء والأرض، وقال مقاتل: يلتقي الخلق والخالق تعالى. وقال ميمون بن مهران: يلتقي الظالم والمظلوم، وقيل: يلتقي العابدون والمعبودون. وقيل: يلتقي فيه المرء مع عمله والأولى أن تفسر الآية بما يشمل الجميع.
﴿يوم هم بارزون﴾ أي: خارجون من قبورهم وقيل: ظاهرون لا يسترهم شيء من جبل أو شجر أو تلال أو غير ذلك، وقيل: بارزون كناية عن ظهور حالهم وانكشاف أسرارهم كما قال تعالى: {يوم تبلى
رأي الأخفش، ويجوز أن يكون لا يملكون حالاً وتكون لازمة.
وأما جرّهما فعلى البيان والنعت أو يجعل رب السموات تابعاً للأوّل والرحمن تابعاً للثاني، وأما جرّ الأوّل فعلى التبعية للأوّل. ورفع الثاني، فعلى الابتداء والخبر الجملة الفعلية وهي لا يملكون أي: الخلق. ﴿منه﴾ أي: من الله تعالى ﴿خطاباً﴾ والضمير في لا يملكون لأهل السموات والأرض أي: ليس في أيديهم ما يخاطب به الله، ويأمر به في أمر الثواب والعقاب خطاب واحد يتصرفون فيه تصرّف الملاك، فيزيدون فيه أو ينقصون منه أولا يملكون أن يخاطبوا بشيء من نقص العذاب أو زيادة في الثواب إلا أن يهب لهم ذلك ويأذن لهم فيه.
وقوله تعالى: ﴿يوم﴾ متعلق بلا يملكون أو لا يتكلمون ﴿يقوم الروح والملائكة﴾ وقوله تعالى: ﴿صفاً﴾ حال أي: مصطفين، والروح أعظم خلقاً من الملائكة وأشرف منهم وأقرب من رب العالمين، وعن ابن عباس رضي الله عنهما: هو ملك عظيم ما خلق الله تعالى بعد العرش خلقاً أعظم منه، فإذا كان يوم القيامة قام هو وحده صفاً وقامت الملائكة كلهم صفاً واحداً، فيكون عظم خلقه مثلهم، وقال الشعبي: هو جبريل عليه السلام، وقيل: ملك موكل على الأرواح.
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: الروح ملك أعظم من السموات ومن الجبال ومن الملائكة وهو في السماء الرابعة يسبح كل يوم اثني عشر ألف تسبيحة يخلق من كل تسبيحة ملك يجيء يوم القيامة صفاً وحده.
وقال مجاهد وقتادة رضي الله عنهم: الروح خلق على صورة بني آدم وليسوا بناس يقومون صفاً والملائكة صفاً هؤلاء جند وهؤلاء جند. وروى مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: خلق على صورة بني آدم وما ينزل من السماء ملك إلا معه واحد منهم، وقال الحسن رضي الله عنه: هو بنو آدم ورواه قتادة عن ابن عباس رضي الله عنهما وقال: هذا ما كان يكتمه ابن عباس، وقيل: هو جند من جنود الله تعالى ليسوا ملائكة، لهم رؤوس وأيد وأرجل يأكلون الطعام. وقيل: أرواح بني آدم، وقال زيد بن أسلم: هو القرآن، وقرأ ﴿وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا﴾ (الشورى: ٥٢)
وإذا كان هؤلاء ﴿لا يتكلمون﴾ وهم من أفضل الخلق وأشرفهم وأكثرهم طاعة وأقربهم منه تعالى لا يملكون التكلم، فما ظنك بمن عداهم من أهل السموات والأرض، ويجوز رجوع الضمير للخلق أجمعين.
﴿إلا من أذن له﴾ أي: في الكلام إذناً خاصاً ﴿الرحمن﴾ أي: الملك الذي لا تكون النعمة إلا منه ﴿وقال﴾ قولاً ﴿صواباً﴾ في الدنيا أي: حقاً من المؤمنين والملائكة وهما شريطتان: أن يكون المتكلم مأذوناً له في الكلام، وأن يتكلم بالصواب فلا يشفع لغير مرتضى. لقوله تعالى: ﴿ولا يشفعون إلا لمن ارتضى﴾ (الأنبياء: ٢٨)
وقيل: القول الصواب لا إله إلا الله.
﴿ذلك﴾ أي: المشار إليه لبعد مكانته وعظم رتبته وعلوّ منزلته ﴿اليوم الحق﴾ أي: الكائن لا محالة وهو يوم القيامة ﴿فمن شاء اتخذ إلى ربه﴾ أي: المحسن إليه ﴿مآباً﴾ أي: مرجعاً وسبيلاً لطاعته ليسلم من العذاب في ذلك اليوم، فإنّ الله تعالى جعل لهم قوة واختياراً، ولكن لا يقدر أحد منهم على مشيئة شيء إلا بمشيئة الله تعالى.
﴿إنّا﴾ أي: على ما لنا من العظمة ﴿أنذرناكم﴾ أي: يا كفار مكة ﴿عذاباً قريباً﴾ أي: عذاب يوم القيامة الآتي وكل آت قريب، وقوله تعالى: ﴿يوم﴾ ظرف لعذاباً بصفته ﴿ينظر المرء﴾ أي: كل امرئ سواء كان مؤمناً أو كافراً نظراً لا مرية فيه ﴿ما﴾ أي: الذي ﴿قدمت يداه﴾ أي: كسبه في الدنيا من خير وشرّ،


الصفحة التالية
Icon