كلام الله كله خيراً ﴿أو مثلها﴾ في التكليف والثواب والمنفعة وتكون الحكمة في تبديلها بمثلها الاختبار ﴿ألم تعلم أنّ الله على كلّ شيء قدير﴾ فيقدر على النسخ والإتيان بمثل المنسوخ وبما هو خير والآية دلت على جواز النسخ وتأخير الإنزال؛ إذ الأصل اختصاص أن وما يتضمنها بالأمور المحتملة وذلك؛ لأنّ الأحكام شرعت والآيات نزلت لمصالح العباد وتكميل نفوسهم فضلاً من الله ورحمة وذلك يختلف باختلاف الأعصار والأشخاص كأسباب المعاش، فإن النافع في عصر قد يضرّ في غيره.
واحتج بها من منع النسخ بلا بدل أو ببدل أثقل، ومن منع نسخ الكتاب بالسنة فإنّ الناسخ هو المأتي به بدلاً والسنة ليست كذلك، قال البيضاويّ: والكل ضعيف إذ قد يكون عدم الحكم والأثقل أصلح والنسخ قد يعرف بغيره والسنة ما أتى به الله واستدل بهذه الآية المعتزلة على حدوث القرآن فإنّ التغير والتفاوت من لوازم الحدوث وأجاب أهل السنة بأنهما من عوارض الأمور المتعلق بها المعنى القائم بالذات القديم لا من عوارض هذا المعنى.
وقوله تعالى: ﴿ألم تعلم﴾ هنا وفيما مرّ خطاب لمنكري النسخ فالهمزة للإنكار وقيل: خطاب للنبيّ ﷺ والمراد أمّته فالهمزة للتقرير ﴿أنّ الله له ملك السموات والأرض﴾ يفعل فيهما ما يشاء ويحكم ما يريد فهو يملك أموركم ويدبرها ويجريها على حسب ما يصلحكم وهو أعلم بما يتعبدكم به من ناسخ ومنسوخ وهذا كالدليل على قوله: ﴿إنّ الله على كلّ شيء قدير﴾ أو على جواز النسخ، ولذلك ترك العاطف ﴿وما لكم من دون الله﴾ أي: غيره ﴿من وليّ﴾ أي: وليّ يحفظكم ومن صلة ﴿ولا نصير﴾ يمنع عنكم عذابه. وفرق بين الوليّ والنصير بأنّ الوليّ قد يضعف عن النصرة والنصير قد يكون أجنبياً عن المنصور فبينهما عموم وخصوص من وجه.
ونزل لما سأل أهل مكة النبيّ ﷺ أن يوسعها لهم وأن يجعل الصفا ذهباً.
﴿أم تريدون أن تسألوا رسولكم كما سئل موسى﴾ أي: سأله قومه ﴿من قبل﴾ أي: من قولهم له ﴿أرنا الله جهرة﴾ (النساء، ١٥٣) وقيل قالوا له لن نؤمن لك حتى تأتي بالله والملائكة قبيلاً أو ائتنا بكتاب نقرؤه تنزله من السماء علينا وفجر لنا أنهاراً حتى نتبعك، وقال عبد الله بن أمية: لن نؤمن لك حتى تأتي بكتاب فيه من الله ربّ العالمين إلى ابن أمية، أعلم أني أرسلت محمداً إلى الناس. وأم إمّا معادلة للهمزة في ألم تعلم أي ألم تعلموا أنه مالك الأمور قادر على الأشياء كلها يأمر وينهى كما أراد وتقترحون بالسؤال كما اقترحت اليهود على موسى عليه الصلاة والسلام، وإمّا منقطعة والمراد أن يوصيهم بالثقة وترك الاقتراح عليه ﴿ومن يتبدّل الكفر بالإيمان﴾ أي: يأخذه بدله بترك النظر في الآيات البينات واقتراح غيرها ﴿فقد ضلّ سواء السبيل﴾ أي: أخطأ الطريق الحق والسواء في الأصل الوسط. وقرأ قالون وابن كثير وعاصم بإظهار قد عند الضاد حيث جاء، وأدغمها الباقون ونزل في نفر من اليهود قالوا لحذيفة بن اليمان وعمار بن ياسر بعد وقعة أحد: لو كنتم على الحق ما هزمتم فارجعا إلى ديننا فنحن أهدى سبيلاً منكم فقال لهم عمار: كيف نقض العهد فيكم؟ قالوا: شديد قال: فإني قد عاهدت الله أن لا أكفر بمحمد ﷺ ما عشت، فقالت اليهود: أمّا هذا فقد صبا، وقال حذيفة: وأمّا أنا فقد رضيت بالله رباً وبمحمد ﷺ نبياً وبالاسلام ديناً وبالقرآن
وصيانة لها من سخط الله تعالى وعقابه.
فائدة: حكي عن الخليل أنه قال: كل ما في القرآن من كلمة لولا فمعناه هلا إلا التي في الصافات. قال صاحب «الكشاف» : وما صحت هذه الحكاية ففي غير الصافات ﴿لولا أن تداركه نعمة من ربه﴾ (القلم، ٤٩)، ﴿ولولا رجال مؤمنون﴾ (الفتح، ٢٥)، ﴿ولولا أن ثبتناك﴾ (الإسراء، ٧٤) انتهى. وقوله تعالى: ﴿إلا قليلاً ممن أنجينا منهم﴾ استثناء منقطع، معناه: ولكن قليلاً ممن أنجينا من القرون نهوا عن الفساد وسائرهم تاركون للنهي. السبب الثاني لنزول عذاب الاستئصال قوله تعالى: ﴿واتبع الذين ظلموا ما أترفوا فيه﴾، أي: ما نعموا فيه من الشهوات واهتموا بتحصيل أسبابها وأعرضوا عما وراء ذلك ﴿وكانوا مجرمين﴾، أي: كافرين.
تنبيه: قوله تعالى: (واتبع الذين ظلموا) إن كان معناه واتبعوا الشهوات كان معطوفاً على مضمر؛ لأنّ المعنى إلا قليلاً ممن أنجينا منهم نهوا عن الفساد، وأتبع الذين ظلموا شهواتهم فهو عطف على نهوا، وإن كان معناه واتبعوا جزاء الاتراف فالواو للحال فكأنه قيل: أنجينا القليل وقد أتبع الذين ظلموا جزاءهم. وقوله تعالى: ﴿وكانوا مجرمين﴾ عطف على أترفوا، أي: اتبعوا الاتراف، وكونهم مجرمين؛ لأنّ تابع الشهوات مغمور بالآثام أو على اتبعوا، أي: اتبعوا شهواتهم وكانوا مجرمين بذلك. ثم بيّن تعالى أنه ما أهلك أهل القرى بظلم بقوله تعالى:
﴿وما كان ربك ليهلك القرى بظلم﴾، أي: بشرك ﴿وأهلها مصلحون﴾ فيما بينهم، والمعنى: أنه لا يهلك أهل القرى بمجردّ كونهم مشركين إذا كانوا مصلحين في المعاملات فيما بينهم، والحال أنّ عذاب الاستئصال لا ينزل لأجل كون القوم معتقدين الشرك بل إنما ينزل ذلك العذاب إذا أساؤوا في المعاملات وسعوا في الإيذاء والظلم، ولهذا قيل: إنّ حقوق الله تعالى مبناها على المسامحة والمساهلة، وحقوق العباد مبناها على الضيق والشح. ويقال في الأثر: الملك يبقى مع الكفر ولا يبقى مع الظلم، وإنما نزل على قوم نوح وهود وصالح ولوط وشعيب عذاب الاستئصال لما حكى الله تعالى عنهم من إيذاء الناس وظلم الخلق ﴿ولو شاء ربك لجعل الناس أمّة واحدة﴾، أي: أهل ملة واحدة وهي الإسلام كقوله تعالى ﴿إنّ هذه أمتكم أمة واحدة﴾ وفي هذه الآية دليل على أنّ الأمر غير الإرادة وأنه تعالى لم يرد الإيمان من كل أحد، وأن ما أراده يجب وقوعه. والمعتزلة يحملون هذه الآية على مشيئة الإلجاء والإجبار، ولهذا قال الزمخشري: يعني لاضطرهم إلى أن يكونوا أهل ملة واحدة ﴿ولا يزالون مختلفين﴾، أي: على أديان شتى ما بين يهودي ونصراني ومجوسي ومشرك ومسلم، فكل أهل دين من هذه الأديان اختلفوا في دينهم أيضاً اختلافاً كثيراً لا ينضبط. عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أنّ رسول الله ﷺ قال: «تفترق اليهود على إحدى وسبعين فرقة» وفي رواية «ألا إنّ من قبلكم من أهل الكتاب افترقوا على اثنتين وسبعين ملة وإنّ هذه الأمّة ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة فثنتان وسبعون في النار وواحدة في الجنة». والمراد بهذه الفرق: أهل البدع والأهواء كالقدرية والمعتزلة والرافضة. والمراد بالواحدة: هي ملة السنة والجماعة الذين اتبعوا الرسول ﷺ في أقواله وأفعاله. فإن قيل: ما الدليل على أنّ الاختلاف في الأديان فلم لا يجوز أن يحمل على الاختلاف في الألوان والألسنة والأرزاق والأعمال؟ أجيب:
بأنّ الدليل عليه ما قبل هذه
دهمها من فرط الجزع والدهش ونحوه قوله تعالى: ﴿وأفئدتهم هواء﴾ (إبراهيم: ٤٣)
أي: جوف لا عقول فيها وذلك أنّ القلوب مراكز العقول ألا ترى إلى قوله تعالى: ﴿فتكون لهم قلوب يعقلون بها﴾ (الحج: ٤٦)
وقوله تعالى:
﴿إن﴾ هي المخففة من الثقيلة واسمها محذوف أي: إنها ﴿كادت﴾ أي: قاربت ﴿لتبدي﴾ أي: يقع منها الإظهار لكل ما كان من أمره مصرّحة ﴿به﴾ أي: بأمر موسى عليه السلام من أنه ولدها، وقال عكرمة: عن ابن عباس كادت تقول وا إبناه، وقال مقاتل لما رأت التابوت يرفعه موج ويضعه آخر خشيت عليه الغرق فكادت تصيح من شفقتها، وقال الكلبي: كادت تظهر أنه ابنها حين سمعت الناس يقولون لموسى بعدما شب موسى بن فرعون فشق عليها فكادت تقول هو ابني، وقيل إنّ الهاء عائدة إلى الوحي أي: كادت لتبدي بالوحي الذي أوحى الله تعالى إليها أن يردّه عليها وجواب.
﴿لولا أن ربطنا﴾ محذوف أي: لا بدت به كقوله تعالى: ﴿وهمّ بها لولا أن رأى برهان ربه﴾ (يوسف: ٢٤)
والمعنى لولا أن ربطنا ﴿على قلبها﴾ بالعصمة والصبر والتثبت وقوله تعالى ﴿لتكون من المؤمنين﴾ متعلق بربطنا أي: من المصدقين بوعد الله تعالى وهو قوله تعالى: ﴿إنا رادوه إليك﴾ ثم أخبر تعالى عن فعلها في تعرّف خبره بعد أن أخبر عن كتمها بقوله تعالى:
﴿وقالت﴾ أي: أمّه ﴿لأخته﴾ أي: بعد أن أصبحت على تلك الحالة قد خفي عليها أمره ﴿قصيه﴾ أي: اتبعي أثره وتشممي خبره براً وبحراً ففعلت ﴿فبصرت﴾ أي: أبصرت ﴿به عن جنب﴾ أي: مكان بعيد اختلاساً ﴿وهم لا يشعرون﴾ جملة حالية ومتعلق الشعور محذوف أي: أنها أخته وأنها ترقبه بل هم في غاية الغفلة التي هي في غاية البعد عن رتبة الإلهية أو أنها تقصه، أو أنه سيكون لهم عدوّاً وحزناً، ثم ذكر تعالى أخذ الأسباب في ردّه بقوله تعالى:
﴿وحرّمنا﴾ أي: منعنا بعظمتنا ﴿عليه المراضع﴾ جمع مرضعة وهي من تكتري للإرضاع من الأجانب أي: حكمنا بمنعه من الارتضاع منهنّ فاستعير التحريم للمنع لأنه منع فيه رحمة، قال الرازي في اللوامع: تحريم منع لا تحريم شرع ﴿من قبل﴾ أي: من قبل أن تأمر أمّه أخته بما أمرتها به، أو قبل قصها أثره أو قبل ولادته في حكمنا وقضائنا وهو أنه تعالى غير طبعه عن لبن سائر النساء فلذلك لم يرتضع أو أحدث في لبنهنّ طعماً ينفر عنه طبعه أو وضع في لبن أمّه لذة تعوّد بها فكان يكره لبن غيرها، فلما رأت أخت موسى التي أرسلتها أمّه في طلبه أنه لا يقبل ثدي امرأة وفي القصة أنّ موسى مكث ثمان ليال لا يقبل ثدياً ويصيح فقالوا لها هل عندك مرضعة تدلينا عليها لعله يقبل ثديها، قال ابن عباس: أنّ امرأة فرعون كان همها من الدنيا أن تجد له مرضعة فكلما أتوه بمرضعة لم يأخذ ثديها، فدنت أخته منه بعد نظرها له ﴿فقالت﴾ لما رأتهم في غاية الاهتمام برضاعه ﴿هل﴾ لكم حاجة في أني ﴿أدلكم على أهل بيت﴾ ولم تقل على امرأة لتوسع دائرة النظر ﴿يكفلونه لكم﴾ أي: يأخذونه ويتولونه ويقومون بجميع مصالحه من الرضاع وغيره لأجلكم ثم أبعدت التهمة عن نفسها فقالت هي امرأة قتل ولدها فأحب شيء إليها أن تجد صغيراً ترضعه ثم زادتهم رغبة بقولها ﴿وهم له ناصحون﴾ أي: ثابت نصحهم له لا يغشونه نوعاً من الغش، قال البغوي: والنصح ضدّ الغش وهو تصفية العمل من شوائب الفساد، قال السدي: لما قالت ذلك أخذوها وقالوا قد عرفت هذا
وطبعاً ﴿منه تحيد﴾ أي: تميل وتنفر وتروغ وتهرب.
تنبيه: قيل الخطاب مع النبيّ ﷺ قال الرازي: وهو منكر وقيل مع الكافر قال ابن عادل: والأقوى أن يقال هو خطاب عام مع السامع وهذا أولى وقوله تعالى:
﴿ونفخ في الصور﴾ عطف على قوله تعالى: ﴿وجاءت سكرة الموت﴾ وهو القرن الذي ينفخ فيه إسرافيل عليه السلام للموت العامّ والبعث العامّ عند التكامل وانقطاع أوان التعامل وهو بحيث لا يعلم قدر عظمه واتساعه إلا الله تعالى وهو عليه السلام قد التقم الصور من حين بعث النبي ﷺ وحنى جبهته وأصغى سمعه ينتظر متى يؤمر فيالها من عظمة ما أغفلنا وعنها أنساناً لها والمراد بهذه نفخة البعث وقوله تعالى: ﴿ذلك﴾ إشارة إلى الزمان المفهوم من قوله نفخ لأنّ الفعل كما يدل على المصدر يدل على الزمان فكأنه تعالى قال ذلك الزمان العظيم الأهوال والأوجال ﴿يوم الوعيد﴾ أي: للكفار بالعذاب.
﴿وجاءت﴾ أي: فيه ﴿كل نفس﴾ أي مكلفة ﴿معها سائق﴾ أي ملك يسوقها إليه ﴿وشهيد﴾ يشهد عليها بعملها. قال الضحاك: السائق من الملائكة والشاهد من أنفسهم وهو الأيدي والأرجل وغيرها وهي رواية العوفي عن ابن عباس رضى الله عنهما وقيل: هما جميعاً من الملائكة، فالسائق كما قيل لا تعلق له بالشهادة لئلا تقول تلك النفس أنه خصم والخصم لا تقبل شهادته وقيل السائق هو الذي يسوقه إلى الموقف ومنه إلى مقعده. والشهيد هو الكاتب والسائق لازم للبرّ والفاجر أما البر فيساق إلى الجنة وأما الفاجر فإلى النار قال تعالى: ﴿وسيق الذين كفروا﴾ (الزمر: ٧١)
وقال تعالى: ﴿وسيق الذين اتقوا﴾ (الزمر: ٧٣)
والشهيد يشهد عليها بما عملت. تنبيه: يجوز في جملة معها سائق وشهيد أن تكون في موضع جر صفة لنفس، وأن تكون في موضع رفع صفة لكل، وأن تكون في موضع نصب على الحال من كل.
ويقال للكافر.
﴿لقد كنت﴾ أي: كوناً كأنه جبلة لك ﴿في غفلة﴾ أي: عظيمة محيطة بك ناشئة لك ﴿من هذا﴾ أي: من تصوّر هذا اليوم على ما هو عليه من انقطاع الأسباب والجزاء بالثواب أو العقاب لأنه على شدّة جلائه خفي على من اتبع الشهوات ﴿فكشفنا﴾ بعظمتنا بالموت ثم البعث ﴿عنك غطاءك﴾ الذي كان في الدنيا على قلبك وسمعك وبصرك من الغفلة بالآمال في الحال والمآل وسائر الحظوظ والشهوات ﴿فبصرك اليوم﴾ أي بعد البعث ﴿حديد﴾ أي في غاية الحدّة والنفوذ فلذا تقرّ بما كنت تنكر في الدنيا. وقال مجاهد: يعني نظرك إلى لسان ميزانك حين توزن حسناتك وسيئاتك. والمعنى: أزلنا غفلتك فبصرك اليوم جديد وكان من قبل كليلاً.
واختلف في القرين في قوله تعالى:
﴿وقال قرينه﴾ فأكثر المفسرين على أنه الملك الموكل به فيقول ﴿هذا ما﴾ أي: الذي ﴿لدي عتيد﴾ أي: حاضر ونقل الكرماني عن ابن عباس رضى الله عنهما: أنه الشيطان الذي سلط على إغوائه واستدراجه إلى ما يريد فزين له الكفر والعصيان. ويدل لهذا قوله تعالى: ﴿وقيضنا لهم قرناء﴾ (فصلت: ٢٥)
وقال تعالى: ﴿نقيض له شيطاناً فهو له قرين﴾ (الزخرف: ٣٦)
وقال تعالى ﴿فبئس القرين﴾ فالإشارة بهذا إلى المسوق المرتكب الفجور والفسوق. والعتيد معناه المعتدّ للنار ومعناه أن الشيطان يقول هذا العاصي هو شيء عندي معتدّ لجهنم أعددته لها بالإغواء والإضلال وقوله تعالى:
﴿ألقيا في جهنم﴾ أي: النار التي تلقى الملقي فيها بما كان يعامل به عباد الله تعالى من الكبر والعبوسة ﴿كل كفار﴾ خطاب من


الصفحة التالية
Icon