الجزم بمعانيها أحد، وكذلك الأحرف السبعة الأولى والثانية التي نزل عليها القرآن كما جاء في الحديثين الصحيحين لم يستطع أحد أيضا أن يجزم بمعانيها ولذلك يمكن الربط بينها.
- تاسعا: هذه الأحرف أزلية في رأي كثير من العلماء لأنها من كلام الله الأزلي القديم، وإن الاعتقاد بأزلية هذه قد أحاطها بجو من التورع عن تفسيرها والتخوف من إبداء رأي صريح فيها، فهي من المتشابه الذي لا يعلم تأويله إلا الله كما قال فيها الشعبي: «سرّ هذا القرآن».
وفي هذا المعنى قول علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه: «إن لكل كتاب صفوة وصفوة هذا الكتاب حروف التهجي».
وقول أبي بكر الصديق رضي الله عنه: «في كل كتاب سر، وسر القرآن في فواتح أوائل أوائل السور».
ونقل أهل الأثر عن ابن مسعود والخلفاء الرّاشدين رضي الله عنهم:
«أن هذه الحروف علم مستور وسر محجوب استأثر الله به».
حتى الّذين خاضوا في معنى هذه الفواتح لم يدلوا فيها برأي قاطع، بل شرحوا وجهة نظرهم فيها مفوضين تأويلها الحقيقي إلى الله.
وأزلية هذه الأحرف ما انفكت- على سائر الأقوال- تحيطها بالسرية، وسريتها تحيطها بالتفسيرات الباطنية، وتفسيراتها الباطنية تخلع عليها ثوبا من الغموض لا داعي له، ولا معول عليه، وأدخل تلك الآراء في معنى الغموض قول من عدّ هذه الحروف على كرامة شخص أو شيعة معينة.
فها هو ذا السهيلي يقول: لعل عدد الحروف التي في أوائل السور مع حذف المكرر للإشارة إلى بقاء هذه الأمة.


الصفحة التالية
Icon