٢ - نون التوكيد الخفيفة:
وهي بمنزلة ذكر الفعل مرتين ولم ترد إلا في موضعين الأول: في سورة العلق: كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ [العلق: ١٥]، والثاني: وَلَيَكُوناً مِنَ الصَّاغِرِينَ [يوسف: ٣٢]، وهي مكتوبة بتنوين.
د- «لن» في تأكيد النفي مقابل «إنّ» في تأكيد الإثبات فإذا قلت: لا أَبْرَحُ [الكهف: ٦٠] وأردت تأكيدها قلت «لن أبرح» قال تعالى عن اليهود:
قُلْ إِنْ كانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ خالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (٩٤) وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَداً [البقرة: ٩٤ - ٩٥].
ولن: تفيد الاستغراق في الدنيا بدليل قوله تعالى: في كل الكفار في سورة الحاقة: يا لَيْتَها كانَتِ الْقاضِيَةَ [الحاقة: ٢٧]، فهم يتمنون الموت بالآخرة.
وقال بعضهم: «لا» تنفي ما بعدها و «لن» تنفي ما قبلها ولذلك قيل في قول موسى لربه: رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قالَ لَنْ تَرانِي وَلكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكانَهُ فَسَوْفَ تَرانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسى صَعِقاً فَلَمَّا أَفاقَ قالَ سُبْحانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ [الأعراف: ١٤٣].
- إن عدم رؤيته لربه مقصورة على الحياة الدنيا لقربها.
ملاحظة:
قال تعالى في سورة الجمعة: قُلْ يا أَيُّهَا الَّذِينَ هادُوا إِنْ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِياءُ لِلَّهِ مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (٦) وَلا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَداً بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (٧) [الجمعة].
فقد جاء ولا يتمنونه بعد الشرط وحرف الشرط يتم كل الأزمنة فقوبل