دور علم النحو في فهم معاني القرآن الكريم
تمهيد
القرآن الكريم هو كتاب اللغة العربية الخالد فقد حفظ هذه اللغة من الاندثار والانقراض ووصل ماضي هذه الأمة بحاضرها فيستطيع العربي أن يفهم ما كتبه أجداده قبل آلاف السنين وهذه مزية لهذه الأمة بفضل هذا الكتاب الكريم على غيرها من الأمم كما عمل على نشرها في مناطق واسعة من العالم فلا يوجد قطر في كافة أرجاء المعمورة إلا وفيه من يتكلم العربية لغة الدين والحضارة الإسلامية، كما أغناها بالعبارات والمصطلحات الجديدة كالصوم والصلاة وغيرها، والأهم من كل ذلك أنه وحدّ لهجاتها في لهجة واحدة فأصبحت لغة العالم والدين والتفاهم بين الناس.
وهذه المزايا التي أعطاها القرآن لهذه اللغة جعلتها تساهم في فهم هذا الكتاب الكريم، وفي هذا المقام سأتطرق إلى موضوع «النحو في كتاب الله تعالى» وبإيجاز شديد موضحا ذلك بالأمثلة المبسطة.
٢ - وضع علم النحو:
سمع أعرابي قارئا يقرأ قوله تعالى: أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ [التوبة: ٣] بكسر اللام بكلمة رسوله فقال: كيف يبرأ الله من رسوله فرفع الأمر إلى ولي الأمر، فأمر بوضع قواعد اللغة العربية فكلمه ورسوله مرفوعة أي ورسوله برىء من المشركين كذلك.
٣ - وهذه بعض المباحث النحوية التي تبين أثر النحو في فهم كتاب الله تعالى:


الصفحة التالية
Icon