أكثر من ١٢ كيلومترا. أما داخل الأرض فهو مواد مائعة مصهورة. فالغازات بالنسبة إلى ما في جوف الأرض من موايع كالسفن التي تجري على ظهر البحر، هذه السفن تحتاج إلى مراسي، والأرض لها مراس كذلك وهي الجبال، وتحت كل جبل من الجبال جذر يمتد في باطن الأرض. والشكل الوتدي للجبل موجود في باطنها: أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهاداً (٦) وَالْجِبالَ أَوْتاداً (٧) [النبأ: ٦ - ٧].
وقال تعالى: وَجَعَلْنا فِي الْأَرْضِ رَواسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنا فِيها فِجاجاً سُبُلًا لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ (٣١) وَجَعَلْنَا السَّماءَ سَقْفاً مَحْفُوظاً وَهُمْ عَنْ آياتِها مُعْرِضُونَ (٣٢) [الأنبياء: ٣١ - ٣٢].
قيادة الإنسان:
قال تعالى: كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ (١٥) ناصِيَةٍ كاذِبَةٍ خاطِئَةٍ (١٦) [العلق: ١٥ - ١٦].
فلما الناصية؟ ولماذا كاذبة خاطئة؟
الناصية: مقدم الرأس من الإنسان فوق الجبهة، والجزء الجبهوي من المخ مسئول عن قيادة الإنسان ولذلك يقطعون هذا الجزء من المخ في أوروبا وأمريكا لدى عتاة المجرمين بحيث يتمكن الناس من قيادتهم حتى الأطفال يستطيعون توجيههم.
والآية تقول عن الناصية: كاذبة خاطئة، فكيف تكون الناصية كذلك وهي لا تنطق. فالمقصود هو القسم من المخ المسمى بالعض الجبهوي، وكذلك كل الحيوانات التي لها مخ قيادتها في هذه الناحية وعلى هذا نفهم قوله تعالى: ما مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِناصِيَتِها إِنَّ رَبِّي عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ [هود: ٥٦].