أن يكفّ خشية أن ينزل بكم العذاب، وقد علمتم أن محمدا إذا قال شيئا لم يكذب (١).
قال العلامة القرطبي رحمه الله:
وإذا اعترف عتبة على موضعه من اللّسان، وموضعه من الفصاحة والبلاغة، بأنه ما سمع مثل القرآن قطّ، كان في هذا القول، مقرا بإعجاز القرآن له ولضربائه من المتحققين بالفصاحة والقدرة على التكلم بجميع أجناس القول وأنواعه.
٦ - اتساق نظريات القرآن وأحكامه:
في القرآن الكريم ستة آلاف ومائتان وست وثلاثون آية، وقد مضى على نزول هذا الكتاب الكريم أكثر من أربعة عشر قرنا ولم يوجد فيه حكم يخالف حكما أو أمر يخالف أمرا، وكذا يدل على أن منزله واحد بواسطة ملك واحد وهو جبريل عليه السلام على نبي واحد وهو محمد صلّى الله عليه وسلّم، قال تعالى: أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً (٨٢) [النساء: ٨٢].
وكقوله تعالى: أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها (٢٤) [محمد: ٢٤].
لقد كانت أمم الأرض ترى أن الكون عدو للإنسان وأن آلهة متعددة تتحكم في هذا الوجود وتتصارع فهذا إله الموت، وذاك إله الحب وآخر إله الحرب.... فعلى سبيل المثال كانت آلهة الديانة المجوسية بفارس تؤمن بوجود إلهين: إله النور وإله الظلام، وقد تغلّب إله الظلام على إله النور فعمّت الشرور وانتشر الفساد ولذلك دعا كهنتهم إلى مساعدة إله النور

(١) انظر الكشاف ج ٤ ص ١٩٢.


الصفحة التالية
Icon