فقد زيدت الألف بكلمة (لأأذبحنّه) ولم تزد بكلمة: («لأعذبنه») مع أنهما متماثلتان وكاتبهما قطعا نفس الكاتب، وأيّ منصف يقول إن الكاتب لا يخطئ هنا، ولكن هنا لك سر استنبطه العلماء بعد ذلك ويمكن أن يأتي آخرون فيستنبطوا ما لم يعرفه من سبقهم.
- خامسا: ورد في أول سورة البقرة الم، وفي أول سورة الشرح أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ، وللتفريق بينهما بالقراءة السليمة: والسكتة بمقدار حركتين للألف الأولى والشكل بالثانية وهذا واضح.
- سادسا: هذه الدعوة لكتابة القرآن الكريم بالرسم الإملائي- قد تجاهلت عظمته حيث إنه كان ولم يزل دستور الأمة الإسلامية والعربية لغة ومنهاجا إلى يوم الدين- لها هدف بعيد هو القضاء على العروبة والإسلام بنشرها للهجات العامية المحلية التي دعا إليها كثيرون من الذين لا يريدون الخير لهذه الأمة ففشلوا بدعوتهم بفضل الحفظ الإلهي للقرآن الكريم بقوله تعالى: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ [الحجر: ٩] وللرعاية الإلهية معا التي شخصت بعلماء الرسم والضبط والتفسير، والحفظة له غيبا وكذلك الذين يتلونه حق تلاوته ويتدارسونه لا يجمعهم ديوان لكثرتهم، وهم منتشرون في كل أنحاء العالم وعددهم بازدياد مستمر، ونور القرآن الكريم يزداد انتشارا في كل أصقاع المعمورة.
وهكذا ظل القرآن محروسا بحفظ الله تعالى؛ وسيظل وعده عزّ وجلّ بهذا الحفظ تحديا قائما لكل جاحد.
فجزى الله هؤلاء عن الأمة الإسلامية خير الجزاء.