بالتفسير.. وكذلك غيره.. وإذا كان تفسير الطبرسى الشيعى قد أخذ مكانه لدينا، فلا يليق بنا إغفال كتب المعتزلة..
تفاسير الألف الثانى من الهجرة
هذه التفاسير التى ذكرناها كانت من نتاج العقول فى الألف الأول الهجرى.
. وهو كما ترى حافل بالمؤلفات ومنها التفاسير.. وكان آخرها تفسير أبى السعود التركى «ارشاد العقل السليم» فقد ألفه صاحبه فى النصف الثانى من القرن العاشر.
فإذا استعرضنا تآليف أو تفاسير الآلف الثانى فإننا سنجد فى مقدمتها:
تفسير روح المعانى: لشهاب الدين محمود الألوسي الحنفى البغدادى. الذى ولد سنة ١٢١٧ هـ فى بغداد وتوفى سنة ١٢٧٠ هـ، واستفاد فيه بكل ما سبقه من تفاسير، واختار منها ما أراد، مع عناية بنقل عبارة أبى السعود غالبا معبرا عنه بشيخ الاسلام، كما يعبر عن الرازى بالإمام. وله شخصيته حين يذكر الآراء، ويقارن بينها، ويختار منها، مع تفنيده لآراء المعتزلة والشيعة، ومع ذكره لآراء أهل الفلك والفلسفة، وإقرار ما يرتضيه، ومع عنايته بالمسائل النحوية والفقهية والكلامية، ونقده الشديد ورفضه للاسرائيليات، والأخبار المكذوبة، فجمع فيه الألوسي ما اعتبره زبدة آراء السابقين.. وإنه لكذلك، فقد وجد مائدة السابقين مبسوطة أمامه، فانتقى منها ما قبلته نفسه، وهضمه عقله، وقدمه بشيء قليل أو كثير من التوسع حسب المقاسات.. لكنه عنى بما لم يعن به غيره من التفسير الصوفى والإرشادى الرمزى، بصورة تصوره بأنه من أهل العلم بهذا التفسير والرضا به.. مع أنه تفسير مرفوض من الأغلبية الساحقة من المسلمين.
. وعسير الهضم على عقولهم..
وكان هذا آخر التفاسير الجامعة المعروفة على النسق القديم، والسائرة على منهجها، الدائرة فى فلكها.. ويعتبر لذلك من أوسع المراجع المهمة فى التفاسير، وأوفرها قصدا واعتدالا..


الصفحة التالية
Icon