ثم يتعجب من القدرة الجدلية وغيرها على إخفاء هذه التناقضات على كثيرين من المسيحيين الذى يجهلون حتى الآن العيوب الكبيرة لعديد من مقاطع العهد القديم والإنجيل، مما تكفل هو ببيانه فى الجزءين الأول والثانى من الكتاب..
ثم يقول: أما الجزء الثالث فسيجد فيه القارئ أمثلة توضيحية لتطبيق العلم على دراسة أحد الكتب المقدسة (يريد القرآن) وهو تطبيق لم يكن يتوقعه إنسان، كما سيجد القارئ فى ذلك بيانا لما قد جاء به العلم الحديث الذى هو فى متناول كل يد، من أجل فهم أفضل وأكمل لبعض الآيات القرآنية، التى ظلت حتى الآن مستغلقة، أو غير مفهومة، ولا عجب فى هذا إذا عرفنا أن الإسلام قد اعتبر دائما أن الدين والعلم توأمان متلازمان، فمنذ البدء كانت العناية بالعلم جزءا لا يتجزأ من الواجبات التى أمر بها الاسلام، وأن تطبيق هذا هو الذى أدى إلى ذلك الازدهار العظيم للعلوم فى عصر الحضارة الاسلامية، تلك التى اقتات منها الغرب نفسه قبل عصر النهضة فى أوربا.
وإن التقدم الذى تم اليوم بفضل المعارف العلمية فى شرح بعض ما لم يكن مفهوما، أو فى شرح بعض ما قد أسىء تفسيره حتى الآن من آيات القرآن ليشكل قمة المواجهة بين العلم والكتب المقدسة».
وانتهى المؤلف الفرنسى من مقدمته الموجزة التى نقلت لك فقرات منها، وكأنى أقدم لك بها رائحة شواء لذيذ يسيل لعابك لتتوفر على قضاء وقت ممتع على مائدة هذا الرجل، ومع هذا الكتاب.. فما تغنى مقدمة ولا فقرات منها عن الحقائق الصريحة التى قدمها هذا العالم المسيحى عن الكتب المقدسة، والتى خرج منها بحقيقة عن القرآن يعتز بها كل مسلم، ويقدرها ويحترمها كل إنسان عاقل..
ونصل بهذا الموضوع إلى نهايته مكتفين بما قدمناه منه لننتقل إلى موضوعات أخرى باقية لا بد من الإلمام بها..