صاحب كتاب «حجة الله البالغة» الذى يعرفه العلماء هنا ويعتمدون عليه..
ثم قام ابنه ووارث علمه وطريقته، العالم المحقق، مولانا عبد القادر الدهلوى المتوفى سنة ١٢٣٠ هـ- ١٨١٤ م بترجمته إلى اللغة الأوردية- اللغة الحديثة فى الهند لدى المسلمين، واعتبروا ذلك أنه «كان من أعظم ما من الله به سبحانه عليه». وكانت أول ترجمة للأوردية..
ثم تتابعت الترجمات بعد ذلك إلى لغات الهند المتعددة، كل عالم كبير يجعل من فخره وقرباته عند الله، أن يقوم بترجمة إلى لغته. ليستطيع المسلمون فى المنطقة تذوق معنى القرآن..
حتى جاء مولانا محمود الحسن شيخ الهند، وكبير العلماء المجاهدين، «وأسير مالطا» كما يلقبونه أيضا أثناء الحرب العالمية الأولى.. والمتوفى سنة ١٣٣٩ هـ- ١٩٢٠ م، حيث عكف فى معتقله فى «مالطا، على كتابة ترجمة سهلة باللغة الأوردية، بعد أن صارت الترجمة الأولى معقدة، بلغة أوردية قديمة، وقد تطورت بعدها اللغة تطورا كبيرا، وأتم ترجمته فى معتقله كأعظم عمل يتقرب به إلى الله..
وطبع الترجمة هناك غالبا أن يكتبوا تحت كل سطر من القرآن، ترجمته بالأوردية، فيستطيع القارئ سريعا الإلمام بمعنى ما يقرؤه..
ثم جاء مولانا أزاد، وكان ذا لغة أوردية فصيحة قشيبة، وعلى طريقته فى التفسير التى أشرنا إليها من قبل، قام بترجمة القرآن ترجمة سهلة بليغة، متقربا بها إلى الله.. وذلك فيما سماه «ترجمان القرآن» وعند طبعه كتب القرآن بترقيم الآيات أعلى الصفحة، وكتب ترجمة بالترقيم تحت ذلك..
وكذلك كانت الترجمة فى بلاد اسلامية، متعددة لها ظروف المسلمين فى الهند. كأمر وواجب دينى يقوم به العلماء الكبار.. ومعنى ذلك ومؤداه أن ما كنا نتجادل ونتعارك فيه هنا، حول ترجمة القرآن، كانت أمم اسلامية قد فرغت منه قبلنا بقرون واعتبرته ضرورة أو بديهة.. وعاشت وتعيش عليه فى فهمها للقرآن..