ما يسمعونه أو يقرءونه منه، إلى إيمانهم العميق بالله جل جلاله. وتسليمهم المطلق بكل ما ورد فى القرآن، ولو لم يفهموا حقيقة المراد منه، حتى يكونوا ممن مدحهم الله.
فمثلا الآيات التى تتحدث عن مشيئة الله ومشيئة العباد. وعن قضاء الله وأفعال العباد. فيها آيات ترد كل شىء إلى الله «وما تشاءون إلا أن يشاء الله»..
وآيات تضيف العمل إلى الإنسان «كل امرئ بما كسب رهين» فكيف نوفق بين مشيئة الله، وقضائه وقدره بالنسبة لعباده، وبين محاسبة العبد على ما يفعل؟
هذه القضية التى شغلت الناس قبل الإسلام وبعده، وإلى الآن، وإلى ما شاء الله من أزمان وأجيال..
وفى غمرة الاختلاف حول هذه القضية نتمنى- حسب تفكيرنا- أن لو أثار الصحابة هذه القضية ليجدوا لهم ولنا حلها من الرسول صلى الله عليه وسلم.
ولكنا لم نرث هذا البيان، ولو كان.. لورثناه..
وبالإضافة إلى هذا نجد توجيها من الرسول فى هذا: «إذا ذكر القدر أو القضاء فأمسكوا» (١) أى ولا تخوضوا فى البحث عنه.. ولذلك كان الخلفاء بعد الرسول يطاردون كل من يثير كلاما حول القدر، بعد اتساع رقعة الإسلام.
وعن صفات الله، وما ورد عنها فى القرآن من الوجه، واليد والعين والسمع والبصر.. الخ- مما يدل على المشابهة، ويفيد فى ظاهره التجسيم، وهو محال، بنص الآية الأخرى «ليس كمثله شىء» فماذا تفيد- إذن- وما المراد بها؟.
كان الكلام فى هذه الناحية والاسترسال فيه مما حظره الرسول، فوق أنه يثير شبها حول صاحبه.. ولذا لم نجد من يسأل عن حقيقة الوجه واليد.. الخ..
بل آمنوا بها كما وردت مع إيمانهم بأنه ليس كمثله شىء...
يقول العالم المحقق شاه ولى الله الدهلوى فى كتابه (حجة الله البالغة) ص ١٣٤ ج ١ بعد أن تكلم عن هذه الصفات: (والحق فى هذا المقام أن النبى صلى