ويقول فى سورة الأعراف
فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِماتِهِ (١)
ويقول تعالى فى سورة العنكبوت: وَما كُنْتَ تَتْلُوا مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لَارْتابَ الْمُبْطِلُونَ ٤٨ (٢)
ويقول عليه الصلاة والسلام: (نحن أمة أمية لا نحسب ولا نكتب. الشهر هكذا وهكذا) (٣) وأشار بأصابعه، يعنى مرة تسعة وعشرين ومرة ثلاثين.
ويقول عليه الصلاة والسلام مخاطبا جبريل: (إنى بعثت إلى أمة أميين) (٤) أو (إنى بعث إلى أمة أمية)
ولعل أصح تفسير لمعنى كلمة أمية وأميين هو ما فسرها به الرسول ﷺ وعناها حين قال لا نحسب ولا نكتب.. وهو ما وضحه الإمام الشاطى (٥) حين قال: والأمى منسوب إلى الأم، وهو الباقى على أصل ولادة الأم لم يتعلم كتابا ولا غيره، فهو على أصل خلقته التى ولد عليها.
وليس معنى هذا جهلهم التام بأمور الحياة، وبما يكتسب منها بالتجارب والعقل، بل معناه أنه لم يتعلم بطريق الكتابة والقراءة شيئا، وهو الذى فسرته الآية الأخرى عن وصف الرسول بالأمى «وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا لارتاب المبطلون» ومن أجل هذا جاء وصف الرسول فى القرآن من حاله، ودفعا لأى شك فى صحة رسالته ونزول القرآن من ربه.
(٢) سورة سورة العنكبوت آية ٤٨.
(٣) كما جاء فى صحيح البخارى فى كتاب الصوم عن ابن عمر رضى الله عنه.
(٤) كما جاء فى الترمذى فى أنزل القرآن على سبعة أحرف.
(٥) ص ٦٩ ج من الموافقات.