المواظبة عليه، وقراءته على شيخ متقن. فإن لم يتيسر، فلتسمع لهذا المقطع الذى تريد حفظه من خلال شريط لأحد القراء المتقنين، ثم الشروع بعد ذلك فى تكرار هذه الآيات، وإعادتها مع تحسين الصوت بالقراءة بها لدفع السآمة، وتعويد اللسان على حسن القراءة.
- وأنصح لمريدى الحفظ بقراءة طرف من معانى الآيات التى يحفظها كأن يكون الحفظ من أحد المصاحف المذيلة بمعانى الكلمات، ومن أفضلها (تفسير الجلالين) (١).
- وينبغى عدم تجاوز الآيات المقرر حفظها إلى آيات أخر إلا بعد التأكد من إتقان حفظها وتسميعها، ويعتنى بالآيات المتشابهة المطالع.
- كذا ينبغى المحافظة على رسم واحد للمصحف. فموضع الآية من المصحف ينطبع فى الذهن، فيعين على الحفظ. ويستعان على ذلك أيضا بالكتابة مع ملاحظة صون تلك الأوراق من العبث، ووضعها فى مكان لائق...
ثم كرّر ما تحفظه أثناء السير وفى الطريق للمدرسة، أو العمل، وفى الصلاة، واجعل يوما، أو يومين فى الأسبوع للمراجعة. فاستبقوا الخيرات فقد وضح الطريق...
* وأخيرا... ليكن حفظك للقرآن الكريم (حفظ رعاية) بالعمل والتنفيذ. ليكن خلقك القرآن، وسلوكك القرآن ومنطقك وعملك القرآن.
فإن لم تفعل فهو حجة عليك، وليكن نصب عينك حديث أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها حين سئلت عن خلق رسول الله صلّى الله عليه وسلم فقالت كان خلقه القرآن (٢).

(١) وهو كتاب قيّم، سهل المأخذ، مختصر العبارة، وهو يشير بالرمز إلى كثير من المسائل التى يشرحها غيره بأسلوب مطوّل... فعليك به.
(٢) أخرجه الإمام أحمد (ج ٦ ص ١٨٨)، صحيح مسلم بشرح النووى (ج ٦ ص ٢٦).


الصفحة التالية
Icon